النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

{ إِنّآ أَنزَلنَاهُ } يعني القرآن أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا .

{ فِي لَيلَةِ مبَارَكَةٍ } فيها قولان :

أحدهما : أنها ليلة النصف من شعبان ؛ قاله عكرمة .

الثاني : أنها ليلة القدر .

روى قتادة عن واثلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ في أَوَّلِ لَيلَةٍ مِن رَمَضَانَ ، وَأُنزِلَت التَّوْرَاةُ لِسِتٍ مَضَيْنَ مِن رَمَضَانَ .

وَأُنزِلَ الزَّبُورُ لاثْنَتَي عَشْرَةَ مَضَتْ مِن رَمَضَانَ ، وَأُنزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَمَانِيَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِن رَمَضَانَ . وَأُنزِلَ القْرآنُ لأَرْبعٍ وَعشرِينَ مِن رَمَضَانَ{[2545]} "

وفي تسميتها مباركة وجهان :

أحدهما : لما ينزل فيها من الرحمة .

الثاني : لما يجاب فيها من الدعاء .

{ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } بالقرآن من النار .

ويحتمل : ثانياً : منذرين بالرسل من الضلال .


[2545]:هذا الكلام ساقط من ك. وهذا الحديث رواه أحمد في المسند 4/ 107.