المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

جاءت آيات بعدها توضح موقف الكفار من المعجزات ، وإصرارهم على التكذيب ، وتطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الإعراض عنهم وإمهالهم ليوم يخرجون فيه من الأجداث كأنهم جراد منتشر .

وتتابعت الآيات بعد ذلك ، تعرض أطرافا من أحوال الأمم السابقة مع رسلهم ، والعذاب الذي حاق بهم ، وبين كل قصة وأخرى تنبه الأذهان إلى أن القرآن الكريم ميسر لمن يطلب العظة والاعتبار .

منتهية إلى بيان أن كفار مكة ليسوا أقوى ولا أشد من الأمم السابقة ، وأنه ليس لهم أمان من العذاب ، ثم ختمت السورة بتهديد المكذبين المعاندين بمصائرهم يوم يسبحون في النار على وجوههم ، ويقال لهم : ذوقوا مس جهنم التي كنتم بها تكذبون ، وتطمئن المتقين إلى منازلهم في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

1- دنت القيامة وسينشق القمر لا محالة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة القمر مكية وآيها خمس وخمسون آية .

بسم الله الرحمن الرحيم { اقتربت الساعة وانشق القمر } روي أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر . وقيل معناه سينشق يوم القيامة ويؤيد الأول أنه قرئ " وقد انشق القمر " أي اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها انشقاق القمر .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة القمر

أهداف سورة القمر

سورة القمر مكية ، وآياتها ( 55 ) آية ، نزلت بعد سورة الطارق .

وهي سورة تمثل سياطا لاذعة للمكذبين المنكرين ، وتعرض مشاهد خاطفة لما أصاب المكذبين السابقين ، وتستعرض مواقف القيامة وأهوال الحشر ، وأحوال المجرمين ، وما يصبيهم من العذاب والنكال في الآخرة .

انشقاق القمر

يصف مطلع السورة حادثا فذا ، هو انشقاق القمر بقدرة الله تعالى معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد وردت روايات متواترة من طرق شتى عن وقوع انشقاق القمر في مكة قبل الهجرة ، حيث جاءت هذه الروايات في البخاري ، ومسلم ، ومسند الإمام أحمد ، وغيرها من كتب السنة .

فقد روى الشيخان ، عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما .

وروى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشةi ، قال : فقالوا : انظروا ما يأتيكم من السُّفارii فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم ، قال : فجاء السُّفار فقالوا ذلك .

وهذه الروايات مع غيرها تتفق على انشقاق القمر بمكة .

كما ثبت أن أهل مكة قابلوا هذه الآية بالعناد ، وادعوا أن محمدا سحر أهل مكة حتى يشاهدوا القمر منشقا ، ثم اتفقوا على أن يسألوا عن الحادث المسافرين القادمين إلى مكة ، وقد شهد المسافرون بأنهم شاهدوا القمر نصفين في ذلك اليوم ، فادعى أهل مكة أن محمدا سحر الناس جميعا .

قال تعالى : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ } . ( القمر : 1-2 ) .

ويرى بعض المفسرين أن الآية تخبر عن الأحداث الكونية المستقبلة ، فعند قيام الساعة ستنشق الأرض والسماوات ، كما قال سبحانه : إذا السماء انشقّت . ( الانشقاق : 1 ) . كما ينشق القمر وينفصل بعضه عن بعض ، وتتناثر النجوم ، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات .

سياق السورة وأفكارها

في الآيات ( 1-8 ) وصف لجحود الكافرين ، وعدم إيمانهم بالقرآن ، وانصرافهم عنه إلى الهوى والبهتان .

وفي الآيات تهديد ووعيد لهؤلاء المشركين بيوم الجزاء ، فهم يخرجون من قبورهم خاشعين من الذل ، في حالة سيئة من الرعب والهول ، فيسرعون الخطى ليوم الحشر كأنهم جراد منتشر ، وقد أسقط في أيديهم فيقول الكافرون : هذا يوم صعب عسر .

خمس حلقات من مصارع المكذبين

الآيات من ( 9-42 ) تشتمل على عرض سريع لمصارع قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط ، وفرعون وملئه ، وكلها موضوعات سبقت في سورة مكية ، ولكنها تعرض في هذه السورة عرضا خاصا ، يحيلها جديدة كل الجدة ، فهي تعرض عنيفة عاصفة ، وحاسمة قاصمة يفيض منها الهول ، ويتناثر حولها الرعب ويظللها الدمار والفزع .

وأخص ما يميزها في سياق السورة ، أن كلا منها يمثل حلقة عذاب رهيبة سريعة لاهثة مكروبة ، يشهدها المكذبون وكأنما يشهدون أنفسهم فيها ، ويحسون إيقاعات سياطها ، فإذا انتهت الحلقة وبدؤوا يتسردون أنفاسهم اللاهثة المكروبة عاجلتم حلقة جديدة أشد هولا ورعبا ، حتى تنتهي الحلقات الخمس في هذا الجو المفزع الخانق .

1- قوم نوح ( الآيات 9-17 ) :

وتلمح في الآيات مشهد المكذبين يتهمون نوحا بالجنون ، ونوح يظهر لله ضعفه ويدعوه أن ينتصر له ، وتستجيب السماء فينهمر المطر وتنفجر عيون الأرض ، ويلتقي ماء السماء بماء الأرض ، ثم يغرق الكافرون ، وينجي الله نوحا ومن آمن معه ، ويسأل القرآن سؤالا لإيقاظ القلوب إلى هول العذاب وصدق النذير ، فيقول : { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } . ( القمر : 16 )

والقرآن كتاب إلهي سهل التناول ميسر الإدراك ، فيه جاذبية الصدق والبساطة وموافقة الفطرة ، لا تفنى عجائبه ، ولا يَخلق على كثرة الرد ، وكلما تدبره القلب عاد منه بزاد جديد ، وكلما صحبته النفس زادت له ألفة وبه أنسا : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } . ( القمر : 17 ) .

هذا هو التعقيب الذي يتكرر بعد كل مصرع من مصارع السابقين .

2- عاد قوم هود ( الآيات 18-22 ) :

أرسل الله عليهم ريحا عاتية تدمر كل شيء بإذن ربها ، وقد سلسلوا أنفسهم بالسلاسل حتى لا تعصف بهم الريح ، وشقوا لأجسامهم شقوقا داخل الأرض ، وتركوا رؤوسهم خارجها ، فكانت الريح تكسر رؤوسهم وتتركهم كالنخيل التي قُطعت رؤوسها وتُركت أعجازها وجذورها .

3- ثمود قوم صالح ( الآيات 23-32 ) .

وقد أرسل الله إليهم نبيه صالحا ومعه الناقة ، فأخبرهم بأن الماء قسمة بينهم وبينها ، فللناقة يوم ولهم يوم ، لها شِرب ولهم شِرب يوم معلوم .

وكان اليوم الذي ترد فيه ثمود البئر لا تأتي الناقة إليه ولا تشرب منه ، ولكنها تسقيهم لبنا ، وفي اليوم التالي تحضر شربها وحدها ومع وضوح هذه الآية ، فإن ثمود ملّت هذه القسمة ، وحرَّضوا شقيا من الأشقياء على قتل الناقة ، فلما قتلها استحقوا عقاب الله ، وأرسل الله عليهم صيحة واحدة فكانوا كفتات الحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لغنمه .

4- قوم لوط ( 33-40 ) .

اشتهر قوم لوط بالشذوذ الجنسي ، حيث استغنى الرجال بالرجال ، وهو انتكاس للفطرة وشرود في الرذيلة ، ولقد حذرهم لوط مغبة فعلتهم ، ، فكذبوه وجادلوا بالباطل ، وجاءت الملائكة إلى نبي الله لوط في صورة رجال عليهم مسحة الجمال والجلال ، فرغب قوم لوط في أن يفعلوا فعلتهم الشنعاء في الملائكة ، وراودوه عن ضيفه ليفعلوا بهم اللواط ، فاستحقوا عقوبة السماء ، وأرسل الله عليهم حاصبا ، أي ريحا تحمل الحجارة ، ليذوقوا العذاب .

5- ثم تعرض السورة حلقة قصيرة عن فرعون وجحوده وعقاب الله له حيث أخذه أخذ عزيز مقتدر .

وفي الآيات الأخيرة من السورة ( 43-55 ) تعقيب على هلاك السابقين ، وتوجيه لأهل مكة بأنهم لن يكونوا أحسن حالا ممن سبقهم ، ثم إن الساعة تنتظرهم وهي أدهى وأمر من كل عذاب شاهدوه فيما سبق ، أو سمعوا وصفه فيما مرَّ ، من الطوفان الذي أصاب قوم نوح ، إلى الصرصر مع عاد ، إلى الصاعقة مع ثمود ، إلى الحاصب مع قوم لوط ، إلى إغراق فرعون .

حكمة الخالق

وتشير الآيات إلى حكمة الله العالية ، فتقول : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } . ( القمر : 49 ) .

وهذه الحكمة تظهر في خلق الكون ، وفي خلق السماء والأرض ، وفي خلق الإنسان ، وفي خلق الطيور والحيوانات ، وفي سائر خلق الله : { يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير } . ( النور : 45 ) .

إن قدرة الله تعالى وراء طرف الخيط البعيد لكل حادث ، ولكل نشأة ، ولكل مصير ، ووراء كل نقطة وكل خطوة وكل تبديل أو تغيير ، إنه قَدَر الله النافذ الشامل الدقيق العميق .

وأحيانا تخفى الحكمة على العباد فيستعجلون أمرا ، والله لا يعجل لعجلة العباد ، فالواجب أن يرضى المؤمن بالقضاء والقدر ، وأن يحني رأسه أمام حكمة الله ومشيئته .

ثم يعرض الختام مشهد المجرمين يسحبون في النار على وجوههم ليذوقوا العذاب ، كما يعرض مشهد المتقين في نعيم الجنة ورضوان الله العلي القدير .

انشقاق القمر وعناد المشركين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ( 1 ) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ( 2 ) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ( 3 ) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ( 4 ) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ( 5 ) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ( 6 ) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ( 7 ) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ( 8 ) }

المفردات

اقتربت : دنت وقربت .

الساعة : القيامة .

انشق القمر : انفصل بعضه عن بعض وصار فرقتين .

1

التفسير :

1- { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } .

اقتربت القيامة ، فالباقي من عمر الدنيا أقل بكثير مما سبق منها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " v . وقرن بين أصبعيه الوسطى والسبابة . ( متفق عليه ) .

وقد مرّ بعد الرسالة المحمدية أكثر من أربعة عشر قرنا ، لكنها قليلة بالنسبة إلى عمر الدنيا وهو قرابة13 بليون سنة .

وفي عام 1994م انعقد مؤتمر علمي في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن معرفة عمر الكون وعمر الإنسان على هذه الأرض ، وانتهى المؤتمر إلى أن عمر الكون 13 بليون سنة ، وأن عمر الإنسان على هذه الأرض 7 بلايين سنة .

وقد انشق القمر معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى رُئي جبل حراء بين الشقّين ، فقال أهل مكة : انتظروا حتى يأتي السفّار ، أي المسافرون خارج مكة ، فلم قدم المسافرون قالوا : شاهدنا القمر قد انشق نصفين ، فقال الكفار : إن محمدا سحر الناس جميعا .

وذهب بعض المفسرين على أن المعنى :

سينشق القمر عند قيام الساعة ، حيث يكون من علامات الساعة تكوير الشمس وذهاب ضوئها ، وانكدار النجوم ، وانشقاق القمر .

ونحن أمام الأحاديث الصحيحة الواردة في الموضوع ، وإشارة القرآن الكريم إلى ذلك ، نصدق ونؤيد وقوع انشقاق القمر ، معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا له .

قال ابن كثير :

وهذا أمر متفق عليه بين العلماء ، أنّ انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرة .

وقد أيد هذا المعنى الآلوسي في تفسيره فقال : والأحاديث الصحيحة في الانشقاق كثيرة ، واختلف في تواترها ، فقيل : هي غير متواترة ، وفي شرح المواقف أنها متواترة ، وهو الذي اختاره العلامة السبكي ، فقد قال : الصحيح عندي أنَّ انشقاق القمر متواتر ، منصوص عليه في القرآن ، مروي في الصحيحين وغيرهما من طرق شتّى ، لا يمترى في تواتره .

وقد جاءت أحاديثه في روايات صحيحة ، عن جماعة من الصحابة ، منهم : علي بن أبي طالب ، وأنس ، وابن مسعود . أ . ه .

والساعة لا يعلم وقت مجيئها إلا الله ، واقتراب الساعة يمكن أن يراد به أن الباقي من عمر الدنيا قليل ، بالنسبة لما مضى منها .

روى الحافظ أبو بكر البزار ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم ، وقد كادت الشمس أن تغرب ، فلم يبق منها إلا سف يسير ، فقال : " والذي نفسي بيده ، ما بقي من الدنيا فيما مضى منها ، إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه " ، وما نرى من الشمس إلا يسيرا . والمقصود حثّ الناس على التوبة والإنابة والإيمان قبل فوات الأوان .

وقريب من ذلك قوله تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه . . . } ( النحل : 1 )

وقوله سبحانه : اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون . ( الأنبياء : 1 ) .

وقوله تعالى : { يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا . } ( الأحزاب : 63 ) .

والخلاصة : إن جمهور المحدثين والمفسرين على أن الانشقاق حقيقة ، فقد قال القرطبي : ثبت ذلك في صحيح البخاري وغيره ، وقيل : معناه : وضح الأمر وظهر ، والعرب تضرب بالقمر مثلا فيما وضح ، ثم علّق القرطبي قائلا : قد ثبت بنقل الآحاد العدول أن القمر انشق بمكة ، وهو ظاهر التنزيل ، ولا يلزم أن يستوي الناس في رؤيته ، لأنها كانت آية ليلية ، وأنها كانت باستدعاء النبي صلى الله عليه وسلم من الله عند التحدي . . .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وآياتها خمس وخمسون

بسم الله الرحمان الرحيم

{ اقتربت الساعة } قربت القيامة جدا . { وانشق القمر } وانفلق القمر فلقتين معجزة له صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين ؛ حين سأله أهل مكة أن يريهم آية تدل على صدقه ، فأراهم القمر فلقتين حتى رأوا حراء بينها ؛ فقال صلى الله عليه وسلم اشهدوا ! ! وقد رآه كثير من الناس ؛ والأحاديث الصحيحة في هذه المعجزة كثيرة . وقيل : اقتربت الساعة ، فإذا جاءت انشق القمر بعد النفخة الثانية .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة القمر مكية وآياتها خمس وخمسون ، نزلت بعد سورة الطارق . وهي كباقي السور المكية في معالجتها أصول الدين ، ولكن بطابع خاص ، وفي عرضها للموضوعات عرضا خاصا فيه التهديد والوعيد . وفيها حملة عنيفة على المكذبين بآيات القرآن المبين . وقد جاءت الآية الأولى من هذه السورة تنبه الأسماع إلى اقتراب القيامة ، وتحذّر الناس من أمرها ، ثم جاءت آيات بعدها توضح موقف الكفار من المعجزات ، وإصرارهم على التكذيب ، وتطلب على الرسول الكريم الإعراض عن المشركين وإمهالهم إلى يوم يخرجون فيه من قبورهم كأنهم جراد منتشر .

ثم تتابع الآيات بعد ذلك بالنذر والصبر ، وتعرض أطرافا من أحوال الأمم السابقة مثل قوم نوح ، وعاد وثمود ، وقوم لوط ، وفرعون وملئه ، والعذاب الذي حاق بهم . وبين كل قصة وأخرى تنبه الأذهان إلى أن القرآن الكريم ميسّر لمن يطلب العظة والاعتبار .

ثم تنتهي إلى بيان أن كفار مكة ليسوا أقوى ولا أشد من الأمم السابقة ، وأنه ليس لهم أمان من العذاب . ثم تُختتم السورة بتهديد المكذبين المعاندين بمصيرهم يوم يُسحبون إلى النار على وجوههم ، ويقال لهم : { ذوقوا مسّ سقر } ، وتبيّن مآل السعداء المتقين ، وأنهم في منازلهم في جنات النعيم . ويظهر الفرق بالمقارنة بين الفجار المعاندين ، والمؤمنين المتقين المصدقين : { إن المتقين في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر } .

يخبرنا الله تعالى باقترابِ يوم القيامة ، ونهايةِ الدنيا وانقضائها ، وأنّ الكونَ يختلُّ كثيرٌ من نظامه عند ذاك ، كما جاء في قوله تعالى : { إِذَا الشمس كُوِّرَتْ وَإِذَا النجوم انكدرت } [ التكوير : 1-2 ] ، والتكدُّر هو الانتثار ، فعبّر بالماضي ، وهنا التعبير جاء بالماضي ، وكما قال في آخر سورة النجم { أَزِفَتِ الآزفة } [ النجم : 57 ] .

وقد روى الإمام أحمد عن سهلِ بن سعد ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « بُعثتُ أنا والساعةُ هكذا ، وأشار بأصبعَيه السبّابةِ والوسطَى » .

وهنا يقول : اقتربت القيامة ، وسينشقُّ القمرُ لا محالة . وتشير الأبحاثُ الفلكية إلى أن القمر يدنو من الأرض ويستمرُّ بالدنوّ منها حتى يبلغَ درجةً يتمزقُ عندها ويصير قِطعاً كلّ واحدةٍ تدور في فلكها الخاص . وهذا طبعاً سيحدُث عند انتهاء هذه الحياةِ الدنيا ، ولا يعلم وقتَ ذلك إلا الله .

ويقول المفسّرون الأقدمون : إن انشقاق القمر قد حدَث فعلا ، ويرون عدة أحاديث أسندوها إلى أنس بن مالك وعبد الله بن عباس ، وجبير بن مطعم ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم . ويقول ابن كثير : قد كان هذا في زمان رسول الله كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة .

والروايةُ عن خمسة من الصحابة فقط فكيف تكون متواترة ؟ واللهُ أعلم .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

شرح الكلمات :

{ اقتربت الساعة وانشق القمر } : أي قربت القيامة ، وانفلق القمر فلقتين على جبل أبي قبيس .

المعنى :

قوله تعالى { اقتربت الساعة وانشق القمر } يخبر تعالى أن ساعة نهاية الدنيا وفنائها وقيام القيامة قد اقتربت ، وأن القمر قد انشق معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة ، وانشقاق القمر كان بمكة حيث طالبت قريش النبي صلى الله عليه وسلم بمعجزة تدل على نبوته فسأل الله تعالى انشقاق القمر فانشق فلقتين على جبل أبي قبيس فلقة فوق الجبل وفلقة وراء فشاهدته قريش ولم تؤمن وهو معنى قوله تعالى : { وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } .

الهداية

من الهداية :

- تقرير عقيدة البعث والجزاء .

- ذكر بعض علامات الساعة . كبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر معجزة له صلى الله عليه وسلم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة اقتربت مكية

{ 1-5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ }

يخبر تعالى أن الساعة وهي القيامة اقتربت وآن أوانها ، وحان وقت مجيئها ، ومع ذلك ، فهؤلاء المكذبون لم يزالوا مكذبين بها ، غير مستعدين لنزولها ، ويريهم الله من الآيات العظيمة الدالة على وقوعها ما يؤمن على مثله البشر ، فمن أعظم الآيات الدالة على صحة ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، أنه لما طلب منه المكذبون أن يريهم من خوارق العادات ما يدل على [ صحة ما جاء به و ] صدقه ، أشار صلى الله عليه وسلم إلى القمر بإذن الله تعالى ، فانشق فلقتين ، فلقة على جبل أبي قبيس ، وفلقة على جبل قعيقعان ، والمشركون وغيرهم يشاهدون هذه الآية الكبرى{[921]}  الكائنة في العالم العلوي ، التي لا يقدر الخلق على التمويه بها والتخييل .


[921]:- في ب: العظيمة.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

{ اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ( 1 ) }

دنت القيامة ، وانفلق القمر فلقتين ، حين سأل كفار " مكة " النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فدعا الله ، فأراهم تلك الآية .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

{ اقتربت الساعة وانشق القمر }

{ اقتربت الساعة } قربت القيامة { وانشق القمر } انفلق فلقتين على أبي قبيس وقيقعان آية له صلى الله عليه وسلم * وقد سئلها فقال ( اشهدوا ) رواه الشيخان .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة القمر

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

1- سورة القمر : هي السورة الرابعة والخمسون في ترتيب المصحف ، أما ترتيبها في النزول فكان بعد سورة الطلاق ، وقبل سورة " ص " .

ويبلغ عدد السور التي نزلت قبلها ، سبعا وثلاثين سورة .

ويبلغ على الظن أن نزولها كان في السنوات الأولى من بعثته صلى الله عليه وسلم .

قال بعض العلماء : وكان نزولها في حدود سنة خمس قبل الهجرة . ففي الصحيح أن عائشة –رضي الله عنها- قالت : أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، وإني لجارية ألعب ، قوله –تعالى- : [ بل الساعة موعدهم ، والساعة أدهى وأمر ]( {[1]} ) .

2- وتسمى هذه السورة بسورة القمر ، وبسورة اقتربت الساعة ، وتسمى بسورة اقتربت ، حكاية لأول كلمة افتتحت بها .

روى الإمام مسلم وأهل السنن عن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد بسورتي " ق " و " اقتربت الساعة " .

وعدد آياتها : خمس وخمسون آية وهي من السور المكية الخالصة –على الرأي الصحيح- ، وقيل : هي مكية إلا ثلاث آيات منها ، وهي قوله –تعالى- : [ أم يقولون نحن جميع منتصر . سيهزم الجمع ويولون الدبر . بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ] فإنها نزلت يوم بدر ، وهذا القيل لا دليل له يعتمد عليه .

ويرده ما أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : أنزل الله –تعالى- على نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة قبل يوم بدر : سيهزم الجمع ويولون الدبر ، وقال عمر بن الخطاب : قلت : يا رسول الله أي جمع يهزم ؟ فلما كان يوم بدر ، وانهزمت قريش ، نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتا بالسيف ، وهو يقول : [ سيهزم الجمع ويولون الدبر ] فكانت ليوم بدر .

وبذلك نرى أن هذا الحديث ، وحديث عائشة السابق ، يدلان على أن هذه الآيات مكية –أيضا- ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما قرأها في غزوة بدر على سبيل الاستشهاد بها .

3- والسورة الكريمة قد تحدثت في مطلعها عن اقتراب يوم القيامة ، وعن جحود المشركين للحق بعد إذ جاءهم ، وعما سيكونون عليه يوم القيامة من ندم وحسرة . قال –تعالى- [ اقتربت الساعة وانشق القمر . وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر . وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر ] .

4- ثم تحدثت السورة الكريمة عن مصارع الغابرين ، فذكرت ما حل من هلاك ودمار ، بقوم نوح ، وهود ، ولوط –عليهم السلام- وما حل أيضا بفرعون وملئه من عقاب .

ثم ختم –سبحانه- السورة الكريمة ، ببيان مظاهر قدرته ، وبليغ حكمته ، ودقة نظامه في كونه ، وبشر المتقين بما يشرح صدورهم فقال –تعالى- : [ إنا كل شيء خلقناه بقدر . وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر . ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر . وكل شيء فعلوه في الزبر . وكل صغير وكبير مستطر . إن المتقين في جنات ونهر . في مقعد صدق عند مليك مقتدر ] .

5- والمتدبر في السورة الكريمة يراها قد اهتمت بالحديث عن أهوال يوم القيامة ، وعن تعنت المشركين وعنادهم ، وعن سنن الله –تعالى- في خلقه ، التي من أبرز مظاهرها ، نصر المؤمنين ، وخذلان الكافرين .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . .

دولة قطر – الدوحة

صباح السبت 27 جمادى الآخرة 1406 ه

8/3/1986 م

د . محمد سيد طنطاوي

افتتحت السورة الكريمة بهذا الافتتاح الذى يبعث فى النفوس الرهبة والخشية ، فهو يخبر عن قرب انقضاء الدنيا وزوالها .

إذ قوله - تعالى - : { اقتربت الساعة } أى : قرب وقت حلول الساعة ، ودنا زمان قيامها .

والساعة فى الأصل : اسم لمدار قليل من الزمان غير معين ، وتحديدها بزمن معين اصطلاح عرفى ، وتطلق فى عرف الشرع على يوم القيامة .

وأطلق على يوم القيامة يوم الساعة ، لوقوعه بغتة ، أو لسرعة ما فيه من الحساب ، أو لأنه على طوله قدر يسير عند الله - تعالى - .

وقد وردت أحاديث كثيرة ، تصرح بأن ما مضى من الدنيا كثير بالنسبة لما بقى منها ، ومن هذه الأحاديث ما رواه البزار عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " خطب أصحابه ذات يوم ، وقد كادت الشمس أن تغرب . . فقال : " والذي نفسى بيده ما بقى من الدنيا فيما مضى منها ، إلا كما بقى من يومكم هذا فيما مضى منه " " .

وروى الشيخان عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بعثت أنا والساعة هكذا " وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى .

وشبيه بهذا الافتتاح قوله - تعالى - : فى مطلع سورة الأنبياء : { اقترب لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } وقوله - سبحانه - فى افتتاح سورة النحل : { أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ } والمقصود من هذا الافتتاح المتحدث عن قرب يوم القيامة ، تذكير الناس بأهوال هذا اليوم ، وحضهم على حسن الاستعداد لاستقباله عن طريق الإيمان والعمل الصالح .

وقوله - تعالى - : { وانشق القمر } معطوف على ما قبله عطف جملة على جملة .

وقوله : { وانشق } من الانشقاق بمعنى الافتراق والانفصال .

أى : اقترب وقت قيام الساعة ، وانفصل وانفلق القمر بعضه عن بعض فلقتين ، معجزة للنبى - صلى الله عليه وسلم - ، وكان ذلك بمكة قبل هجرته - صلى الله عليه وسلم - بنحو خمس سنين ، وقد رأى هذا الانشقاق كثير من الناس .

وقد ذكر المفسرون كثيرا من الأحاديث فى هذا الشأن ، وقد بلغت الأحاديث مبلغ التواتر المعنوى .

قال الإمام ابن كثير : وهذا أمر متفق عليه بين العلماء - أى : انشقاق القمر- ، فقد وقع فى زمان النبى - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات .

ثم ذكر - رحمه الله - جملة من الأحاديث التى وردت فى ذلك ، ومنها ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك قال : سأل أهل مكة النبى - صلى الله عليه وسلم - آية ، فانشق القمر بمكة مرتين ، فقال : { اقتربت الساعة وانشق القمر } .

وأخرج الإمام أحمد عن جبير بن مطعم عن أبيه قال : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فلقتين : فلقة على هذا الجبل وفلقة على هذا الجبل .

فقالوا : سحرنا محمد ، فقالوا : إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم .

وروى الشيخان عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقتين ، حتى نظروا إليه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اشهدوا " .

وقال الآلوسى : بعد أن ذكر عددا من الأحاديث فى هذا الشأن : والأحاديث الصحيحة فى الانشقاق كثيرة ، واختلف فى تواتره ، فقيل : هو غير متواتر : وفى شرح المواقف أنه متواتر . وهو الذى اختاره العلامة السبكى ، فقد قال : الصحيح عندى أن انشقاق القمر متواتر ، منصوص عليه فى القرآن ، مروى فى الصحيحين وغيرهما من طرق شتى ، لا يمترى فى تواتره .

وقد جاءت أحاديثه فى روايات صحيحة ، عن جماعة من الصحابة ، منهم عل بن أبى طالب ، وأنس ، وابن مسعود . .

ثم قال - رحمه الله - بعد أن ذكر شبهات المنكرين لحادث الانشقاق : والحاصل أنه ليس عند المنكر سوى الاستبعاد ، ولا يستطيع أن يأتى بدليل على الاستحالة الذاتية ولو انشق ، والاستبعاد فى مثل هذه المقامات قريب من الجنون . عند من له عقل سليم .


[1]:- سورة إبراهيم: الآية 1.