المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم} (38)

38- ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله الذي شرعه ، فمنكم من يبخل بهذا الإنفاق ومن يبخل فما يضر إلا نفسه . والله - وحده - الغنى ، وأنتم الفقراء المحتاجون إليه .

وإن تعرضوا عن طاعة الله يستبدل مكانكم قوماً غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم في الإعراض عن طاعته .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم} (38)

واللهُ قد طلب إليكم الإنفاق في سبيله ، فإن بخلتم فضرر ذلك عائد إليكم .

وهذا حاصل اليوم ، فإن معظم أموال البترول مكدّسة في بلاد الغرب ، والمسيطرون على هذه الأموال ينفقون على ملذّاتهم الملايين ، ويبخلون بالإنفاق في سبيل الله وتسليح المخلصين من العرب ليصدّوا عدونا اليهود وغيرهم من الأعداء .

{ هَا أَنتُمْ هؤلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ والله الغني وَأَنتُمُ الفقرآء }

كأن الآيةَ نزلت في وقتنا الحاضر ، وهي صريحةٌُ في شرح أحوالنا .

وهنا يأتي التهديد المخيف إذ يقول تعالى :

{ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يكونوا أَمْثَالَكُم }

فإن تعرِضوا وتبخَلوا بأموالكم ولا تنفقوا في سبيل الله ، فإن الله غنيٌّ عنكم يستبدلُ مكانكم قوماً غيركم ، فيكونوا خيراً منكم ، يقيمون دينه ، ويبذلون أموالَهم في سبيلِ الله بسَخاء ، وينصرون هذا الدينَ العظيم . اللهم ألهمنا الصوابَ في القول والعمل .