ثم وقف اللَّه تعالى عباده المؤمنين على جهة التوبيخ لبعضهم بقوله : { هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ } وكرر «هاء » التنبيه ؛ تأكيداً .
وقوله تعالى : { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } أي : بالثواب { والله الغني } أي : عن صدقاتكم { وَأَنتُمُ الفقراء } إلى ثوابها .
( ت ) : هذا لفظ الثعلبيِّ ، قال ( ع ) : يقال : بَخِلْتُ عليك بكذا ، وبخلت عنك بمعنى أمسكت عنك ، وروى التِّرْمِذِيُّ عن أبي هريرةَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ ، قَرِيبٌ مِنَ الجَنَّةِ ، قَرِيبٌ مِنْ النَّاسِ ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ ، بَعِيدٌ مِنَ الجَنَّةِ ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ ، وَلَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إلَى اللَّهِ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ " ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . غريب ، انتهى .
وقوله سبحانه : { وَإنْ تَتَولَّوا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } قالت فرقة : هذا الخطاب لجميعِ المسلمين والمشركين والعرب حينئذٍ ، والقوم الغير هم فارس ، وروى أبو هريرةَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ هذا وَكَانَ سَلْمَانُ إلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَقَالَ : " قَوْمُ هَذَا ؛ لَوْ كَانَ الدِّينُ في الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ " . وقوله سبحانه : { ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } معناه : في الخلاف والتوَلى والبُخْلِ بالأموال ونحوِ هذا ، وحكى الثعلبيُّ قولاً أَنَّ القوم الغير هم الملائكة .
( ت ) : وليس لأحد مع الحديث : إذا صَحَّ نظر ، ولولا الحديثُ لاحتمل أن يكون الغير ما يأتي من الخَلَفِ بعد ذهاب السَّلَفِ ، على ما ذكر في غير هذا الموضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.