{ ها أَنتُمْ هؤلاء } أي أنتُم أيها المخاطبونَ هؤلاء الموصوفونَ . وقولُه تعالى : { تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ الله } استئنافٌ مقررٌ لذلكَ أو صلةٌ لهؤلاءِ على أنَّه بمَعْنى الذينَ ، أي هَا أنتُم الذين تُدعَونَ ففيهِ توبيخٌ عظيمٌ وتحقيرٌ مَنْ شأنِهم . والإنفاقُ في سبيلِ الله يعمُّ الغزوِ والزكاةَ وغيرَهُما . { فَمِنكُم مَن يَبْخَلُ } أي ناسٌ يبخلونَ وهو في حيزِ الدليلِ على الشرطيةِ السابقةِ .
{ ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه } فإن كلا من نفع الإنفاق وضرر البخل عائد إليه ، والبخل يستعمل بعن وعلى لتضمنه معنى الإمساك والتعدي .
{ والله الغني } دون من عداه . { وأنتم الفقراء } فما يأمركم به فهو لاحتياجكم إلى ما فيه من المنافع فإن امتثلتم فلكم وإن توليتم فعليكم . وقوله تعالى :{ وإن تتولوا } عطف على إن تؤمنوا أي وإن تعرضوا عن الإيمان والتقوى { يستبدل قوما غيركم } يخلف مكانكم قوما آخرين { ثم لا يكونوا أمثالكم } في التولي عن الإيمان والتقوى بل يكونوا راغبين فيهما . قيل : هم الأنصار ، وقيل : الملائكة ، وقيل : أهل فارس ؛ لما روي أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن القوم وكان سلمان إلى جنبه فضرب على فخذه فقال : " هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس " {[732]} ، وقيل : كندة والنخع ، وقيل العجم ، وقيل : الروم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.