الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم} (38)

قوله : { هَا أَنتُمْ هَؤُلاَءِ } : قال الزمخشري : " هؤلاء " موصولٌ صلتُه " تَدْعُوْن " أي : أنتم الذين تَدْعُون ، أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون ، ثم استأنف وصفَهم كأنهم قالوا : وما وَصْفُنا ؟ فقيل : تَدْعون " . قلت : قد تقدَّم الكلامُ على ذلك مُشْبَعاً في سورة آل عمران .

قوله : { يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } بَخِلَ وضَنَّ يتعديَّان ب على تارةً وب عن أخرى . والأجودُ أَنْ يكونا حالَ تَعدِّيهما ب " عن " مضمَّنَيْن معنى الإِمْساك .

قوله : " وإنْ تَتَوَلَّوْا " هذه الشرطيةُ عطفٌ على الشرطية قبلها ، و { ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ } عطفٌ على " يَسْتَبْدِلْ " .