26- يا بني آدم : قد أنعمنا عليكم ، فخلقنا لكم ملابس تستر عوراتكم ، ومواد تتزينون بها ، ولكن الطاعة خير لباس يقيكم العذاب . تلك النعم من الآيات الدالة على قدرة الله وعلى رحمته ، ليتذكر الناس بها عظمته واستحقاقه وحده الألوهية . وتلك القصة من سنن الله الكونية التي تبين جزاء مخالفة أمر الله ، فيتذكر بها الناس ويحرصون على طاعة الله وعلى شكر نعمه .
ثم امتن عليهم بما يسر لهم من اللباس الضروري ، واللباس الذي المقصود منه الجمال ، وهكذا سائر الأشياء ، كالطعام والشراب والمراكب ، والمناكح ونحوها ، قد يسر اللّه للعباد ضروريها ، ومكمل ذلك ، و[ بين لهم ]{[310]} أن هذا ليس مقصودا بالذات ، وإنما أنزله اللّه ليكون معونة لهم على عبادته وطاعته ، ولهذا قال : { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } من اللباس الحسي ، فإن لباس التقوى يستمر مع العبد ، ولا يبلى ولا يبيد ، وهو جمال القلب والروح .
وأما اللباس الظاهري ، فغايته أن يستر العورة الظاهرة ، في وقت من الأوقات ، أو يكون جمالا للإنسان ، وليس وراء ذلك منه نفع .
وأيضا ، فبتقدير عدم هذا اللباس ، تنكشف عورته الظاهرة ، التي لا يضره كشفها ، مع الضرورة ، وأما بتقدير عدم لباس التقوى ، فإنها تنكشف عورته الباطنة ، وينال الخزي والفضيحة .
وقوله : { ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي : ذلك المذكور لكم من اللباس ، مما تذكرون به ما ينفعكم ويضركم وتشبهون{[311]} باللباس الظاهر على الباطن .
وبعد أن قص القرآن على بنى آدم قصة خلقهم وتصويرهم وما جرى بين أبيهم وبين إبليس ، وكيف أن إبليس قد خدع آدم وزوجه خداعا ترتب عليه إخراجهما من الجنة . بعد كل ذلك أورد القرآن أربع نداءات لبنى آدم حضهم فيها على تقوى الله وحذرهم من وسوسة الشيطان وذكرهم بنعمه عليهم ، فقال في النداء الأول : { يابني ءَادَمَ . . . } .
السوءة : العورة . والريش : لباس الزينة ، استعير من ريش الطائر ، لأنه لباسه وزينته . وقال الجوهرى : " الريش والرياش بمعنى كاللبس واللباس ، وهو اللباس الفاخر " .
والمعنى : يا بنى آدم تذكروا واعتبروا واشكروا الله على ما حباكم من نعم ، فإنه - سبحانه - قد هيأ لكم سبيل الحصول على الملبس الذي تسترون به عوراتكم ، وتتزينون به في مناسبات التجمل والتعبد .
والمراد بإنزال ما ذكر أنه خلق لبنى آدم مادة هذا اللباس التي تتكون من القطن والصوف والحرير وما إليها ، وألهمهم بما خلق فيهم من غرائز طرق استنباتها وصناعتها بالغزل والنسج والخياطة .
والتعبير بأنزلنا يفيد خصوصية البشر باللباس الذي يستر العورة ، وبالرباش التي يتزينون بها ، أى أنزلنا عليكم لباسين : لباسا يوارى سوآتكم ، ولباسا يزينكم ، لأن الزينة غرض صحيح وحبها من طبيعة البشر . قال - تعالى - : { والخيل والبغال والحمير لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } قال الجمل : " وقوله - تعالى - : { وَرِيشاً } يحتمل أن يكون من باب عطف الصفات . والمعنى : أنه وصف اللباس بوصفين : مواراة السوأة ، والزينة . ويحتمل أن يكون من باب عطف الشىء على غيره . أى : أنزلنا عليكم لباسا موصوفا بالمواراة ، ولباسا موصوفا بالزينة " .
ثم بين - سبحانه - أن هناك لباسا آخر أفضل وأكمل من كل ذلك فقال : { وَلِبَاسُ التقوى ذلك خَيْرٌ } أى : أن اللباس الذي يصون النفس من الدنايا والأرجاس ، ويسترها بالإيمان والعمل الصالح هو خير من كل لباس حسى يتزين به البشر . فاسم الإشارة هنا يعود على لباس التقوى . وقد عبر القرآن هنا عن التقوى بأنها لباس ، وعبر عنها في موضع آخر بأنها زاد مشاكلة للسياق الذي وردت فيه هنا أو هناك . وذلك من باب تجسيم المعنويات وتنسيقها مع الجو العام الذي ورت فيه ، وتلك طريقة انفرد بها القرآن الكريم .
قال صاحب الكشاف : وقوله : { وَلِبَاسُ التقوى } مبتدأ ، وخبره إما الجملة التي هى { ذلك خَيْرٌ } كأنه قيل : ولباس التقوى هو خير ، لأن أسماء الإشارة تقرب من الضمائر فيما يرجع إلى عود الذكر . وإما المفرد الذي هو خير ، وذلك صفة للمبتدأ ، كأنه قيل : ولباس التقوى المشار إليه خير " .
وقوله - تعالى - : { ذلك مِنْ آيَاتِ الله لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } معناه : ذلك الذي أنزله الله على بنى آدم من النعم من دلائل قدرته وإحسانه عليهم ، لعلهم بعد ذلك لا يعودون إلى النسيان الذي أوقع أبويهم في المعصية .
قال صاحب الكشاف : وهذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقب ذكر ظهور العورات وخصف الورق عليها ، إظهارا للمنة فيما خلق من اللباس ، ولما في العرى وكشف العورة من المهانة والفضيحة ، وإشعاراً بأن التستر باب عظيم من أبواب التقوى .
يمتن تبارك وتعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش فاللباس{[11631]} المذكور هاهنا لستر العورات - وهي السوآت{[11632]} والرياش والريش : هو ما يتجمل به ظاهرًا ، فالأول من الضروريات ، والريش من التكملات والزيادات .
قال ابن جرير : " الرياش " في كلام العرب : الأثاث ، وما ظهر من الثياب .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس - وحكاه البخاري - عنه : الرياش : المال . وكذا قال مجاهد ، وعُرْوَة بن الزبير ، والسُّدِّي والضحاك{[11633]}
وقال العَوْفي ، عن ابن عباس : " الرياش " اللباس ، والعيش ، والنعيم .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : " الرياش " : الجمال .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا أصْبَغُ ، عن أبي العلاء الشامي قال : لبس أبو أمامة ثوبًا جديدًا ، فلما بلغ تَرْقُوَتَه قال : الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي ، وأتجمل به في حياتي . ثم قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من استجد ثوبًا فلبسه{[11634]} فقال حين يبلغ ترقوته : الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي ، وأتجمل به في حياتي{[11635]} ثم عمد إلى الثوب الذي خَلُقَ أو : ألقى فتصدق به ، كان في ذمة الله ، وفي جوار الله ، وفي كنف الله حيا وميتا ، [ حيا وميتا ، حيا وميتا ] " {[11636]} .
ورواه الترمذي ، وابن ماجه ، من رواية يزيد بن هارون ، عن أصبغ - هو ابن زيد الجهني{[11637]} - وقد وثقه يحيى بن مَعِين وغيره ، وشيخه " أبو العلاء الشامي " لا يعرف إلا بهذا الحديث ، ولكن لم يخرجه أحد ، والله أعلم .
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا مختار بن نافع التمار ، عن أبي مطر ؛ أنه رأى عليا ، رضي الله عنه ، أتى غلامًا حدثًا ، فاشترى منه قميصًا بثلاثة دراهم ، ولبسه إلى ما بين الرسغين إلى الكعبين ، يقول ولبسه : الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس ، وأواري به عورتي . فقيل : هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هذا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكسوة : " الحمد لله الذي رزقني{[11638]} من الرياش{[11639]} ما أتجمل به في الناس ، وأواري به عورتي " {[11640]}
وقوله تعالى : { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } قرأ بعضهم : " ولباسَ التقوى " ، بالنصب . وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء ، { ذَلِكَ خَيْرٌ } خبره .
واختلف المفسرون في معناه ، فقال عكرمة : يقال : هو ما يلبسه المتقون يوم القيامة . رواه ابن أبي حاتم .
وقال زيد بن علي ، والسُّدِّي ، وقتادة ، وابن جُريْج : { وَلِبَاسُ التَّقْوَى } الإيمان .
وقال العَوْفي ، عن ابن عباس [ رضي الله عنه : { وَلِبَاسُ التَّقْوَى } ]{[11641]} العمل الصالح .
وقال زياد{[11642]} بن عمرو ، عن ابن عباس : هو السمت الحسن في الوجه .
وعن عُرْوَة بن الزبير : { لِبَاسُ التَّقْوَى } خشية الله .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : { لِبَاسُ التَّقْوَى } يتقي الله ، فيواري عورته ، فذاك لباس التقوى .
وكل هذه متقاربة ، ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه ابن جرير حيث قال :
حدثني المثنى ، حدثنا إسحاق بن الحجاج ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، عن سليمان بن أرقم ، عن الحسن قال : رأيت عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قميص قُوهي محلول الزرّ ، وسمعته يأمر بقتل الكلاب ، وينهى عن اللعب بالحمام . ثم قال : يا أيها الناس ، اتقوا الله في هذه السرائر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والذي نفس محمد بيده ، ما عمل أحد قط سرا إلا ألبسه الله رداء علانية ، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر " . ثم تلا هذه الآية : " ورياشًا " ولم يقرأ : وريشًا - { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ } قال : " السمت الحسن " .
هكذا رواه ابن جرير من رواية سليمان بن أرقم{[11643]} وفيه ضعف . وقد روى الأئمة : الشافعي ، وأحمد ، والبخاري في كتاب " الأدب " من طرق صحيحة ، عن الحسن البصري ؛ أنه سمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام ، يوم الجمعة على المنبر .
وأما المرفوع منه{[11644]} فقد روى الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير له شاهدًا{[11645]} من وجه آخر ، حيث قال : حدثنا . . . . {[11646]}
القول في تأويل قوله تعالى : { يَابَنِيَ آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلّهُمْ يَذّكّرُونَ } .
يقول جلّ ثناؤه للجهلة من العرب الذين كانوا يتعرّون للطواف اتباعا منهم أمر الشيطان وتركا منهم طاعة الله ، فعرّفهم انخداعهم بغروره لهم حتى تمكن منهم فسلبهم من ستر الله الذي أنعم به عليهم ، حتى أبدى سوآتهم وأظهرها من بعضهم لبعض ، مع تفضل الله عليهم بتمكينهم مما يسترونها به ، وأنهم قد سار بهم سيرته في أبَوَيهم آدم وحوّاء اللذين دلاهما بغرور حتى سلبهما سِتر الله الذي كان أنعم به عليهما حتى أبدى لهما سوآتهما فعرّاهما منه : يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباسا : يعني بإنزاله عليهم ذلك : خلقه لهم ، ورزقه إياهم . واللباس : ما يلبسون من الثياب . يُوَارِي سَوآتِكُمْ يقول : يستر عوراتكم عن أعينكم . وكنى بالسوآت عن العورات ، واحدتها سَوْأة ، وهي فَعْلة من السوء ، وإنما سميت سوأة لأنه يسوء صاحبها انكشافها من جسده ، كما قال الشاعر :
خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهِمْ ***لم يُبالُوا سَوْأةَ الرّجُلَهْ
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : لِباسا يُوَارِي سَوآتِكُمْ قال : كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة ، ولا يلبس أحدهم ثوبا طاف فيه .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بنحوه .
حدثني الحرث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو سعد المدني ، قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله : يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباسا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشا قال : أربع آيات نزلت في قريش ، كانوا في الجاهلية لا يطوفون بالبيت إلا عراة .
حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن عوف ، قال : سمعت معبدا الجُهني يقول في قوله : يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباسا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشا قال : اللباس الذي يلبسون .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباسا يُوَارِي سَوآتِكُمْ قال : كانت قريش تطوف عراة ، لا يلبس أحدهم ثوبا طاف فيه ، وقد كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة .
حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف ، عن عوف ، عن معبد الجهني : يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِباسا يُوَارِي سَوآتِكُمْ قال : اللباس الذي يواري سوآتكم : هو لبوسكم هذا .
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن مفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : لِباسا يُوَارِي سَوآتِكُمْ قال : هي الثياب .
حدثنا الحرث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو سعد ، قال : ثني من سمع عروة بن الزبير ، يقول : اللباس : الثياب .
حُدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ ، قال : حدثنا عبيد بن سليمان ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباسا يُوَارِي سَوآتِكُمْ قال : يعني ثياب الرجل التي يلبسها .
القول في تأويل قوله تعالى : وَرِيشا .
اختلف القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار : وَرِيشا بغير ألف .
وذُكِر عن زرّ بن حبيش والحسن البصريّ أنهما كانا يقرآنه : «وَرِياشا » .
حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن أبان العطار ، قال : حدثنا عاصم ، أن زرّ بن حبيش قرأها : «وَرِياشا » .
قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك قراءة من قرأ : وَرِيشا بغير ألف لإجماع الحجة من القرّاء عليها . وقد رُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم خبر في إسناده نظر ، أنه قرأه : «وَرِياشا » ، فمن قرأ ذلك : «وَرِياشا » فإنه محتمل أن يكون أراد به جمع الريش ، كما تجمع الذئب ذئابا والبئر بئارا ، ويحتمل أن يكون أراد به مصدرا من قول القائل : رَاشَهُ الله يَرِيشُه رِيَاشا ورِيشا ، كما يقال : لَبِسه يلبسه لباسا ولِبْسا وقد أنشد بعضهم :
فَلَمّا كَشَفْنَ اللّبْسَ عَنْهُ مَسَحْنَهُ ***بأطْرَافِ طَفْلٍ زَانَ غَيْلاً مُوشّما
بكسر اللام من «اللّبس » . والرياش في كلام العرب : الأثاث وما ظهر من الثياب من المتاع مما يلبس أو يحشى من فراش أو دثار . والريش : إنما هو المتاع والأموال عندهم ، وربما استعملوه في الثياب والكسوة دون سائر المال ، يقولون : أعطاه سرجا بريشه ، ورحلاً بريشه : أي بكسوته وجهازه ، ويقولون : إنه لحسن ريش الثياب . وقد يستعمل الرياش في الخصب ورفاهة العيش .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال : الرياش المال :
حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : وَرِيشا يقول : مالاً .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : وَرِيشا قال : المال .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : «وَرِياشا » قال : أما رياشا : فرياش المال .
حدثني الحرث قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو سعد المدني ، قال : ثني من سمع عروة بن الزبير يقول : الرياش : المال .
حُدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ ، قال : حدثنا عبيد بن سليمان ، عن الضحاك ، قوله : «وَرِياشا » يعني : المال .
ذكر من قال : هو اللباس ورفاهة العيش :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : «وَرِياشا » قال : الرياش : اللباس ، والعيش : النعيم .
حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف ، عن عوف ، عن معبد الجهني : «وَرِياشا » قال : الرياش : المعاش .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، قال : أخبرنا عوف ، قال : قال معبد الجهني : «وَرِياشا » قال : هو المعاش .
وقال آخرون : الريش الجمال . ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : «وَرِياشا » قال : الريش : الجمال .
القول في تأويل قوله تعالى : وَلِباسُ التّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ .
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : لباس التقوى هو الإيمان . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : وَلِباسُ التّقْوى هو الإيمان .
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : وَلِباسُ التّقْوَى : الإيمان .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : أخبرني حجاج ، عن ابن جريج : وَلِباسُ التّقْوى الإيمان .
وقال آخرون : هو الحياء . ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف ، عن عوف ، عن معبد الجهنيّ ، في قوله : وَلِباسُ التّقوَى الذي ذكر الله في القرآن هو الحياء .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، قال : أخبرنا عوف ، قال : قال معبد الجهنيّ ، فذكر مثله .
حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن معبد بنحوه .
وقال آخرون : هو العمل الصالح . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : وَلِباسُ التّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ قال : لباس التقوى : العمل الصالح .
وقال آخرون : بل ذلك هو السمت الحسن . ذكر من قال ذلك :
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : حدثنا عبد الله بن داود ، عن محمد بن موسى ، عن الزباء بن عمرو ، عن ابن عباس : وَلِباسُ التّقْوَى قال : السمت الحسن في الوجه .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق بن الحجاج ، قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، عن سليمان بن أرقم ، عن الحسن ، قال : رأيت عثمان بن عفان على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قميص قُوهيّ محلول الزّرّ ، وسمعته يأمر بقتل الكلاب وينهي عن اللعب بالحمام ، ثم قال : يا أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «والّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ ما عَمِلَ أحَدٌ قطّ سِرّا إلاّ ألْبَسَهُ اللّهُ رِداءَهُ عَلانِيَةً ، إنْ خَيْرا فخَيْرا ، وَإنْ شَرّا فَشَرّا » ثم تلا هذه الاَية : «وَرِياشا » ، ولم يقرأها : وَرِيشا وَلِباسُ التّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ ذلكَ مِنْ آياتِ اللّهِ قال : السمت الحسن .
وقال آخرون : هو خشية الله . ذكر من قال ذلك :
حدثني الحرث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو سعد المدني ، قال : ثني من سمع عروة بن الزبير يقول : لِباسُ التّقْوى خشية الله .
وقال آخرون : لِباسُ التّقْوَى في هذه المواضع : ستر العورة . ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَلِباسُ التقْوَى يتقي الله فيواري عورته ، ذلك لباس التقوى .
واختلف القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المكيين والكوفيين والبصريين : وَلِباسُ التّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ برفع «ولباسُ » . وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة : «ولِباسَ التّقْوَى » بنصب اللباس ، وهي قراءة بعض قراء الكوفيين . فمن نصب : «وَلِباسَ » فإنه نصبه عطفا على «الريش » بمعنى : قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ، وأنزلنا لباسَ التقوى . وأما الرفع ، فإن أهل العربية مختلفون في المعنى الذي ارتفع به اللباس ، فكان بعض نحويي البصرة يقول : هو مرفوع على الابتداء ، وخبره في قوله : ذلِكَ خَيْرٌ . وقد استخطأه بعض أهل العربية في ذلك وقال : هذا غلط ، لأنه لم يعد على اللباس في الجملة عائد ، فيكون اللباس إذًا رفع على الابتداء وجعل ذلك خير خبرا .
وقال بعض نحويي الكوفة : وَلِباسُ يُرفع بقوله : «ولباس التقوى خير » ، ويجعل ذلك من نعته . ب«خير » لم يكن في ذلك وجه إلا أن يجعل اللباس نعتا ، لا أنه عائد على اللباس من ذكره في قوله : ذلكَ خَيْرٌ فيكون خير مرفوعا بذلك وذلك به . فإذ كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام إذن : رفع لباس التقوى ، ولباس التقوى ذلك الذي قد علمتموه خير لكم يا بني آدم من لباس الثياب التي تواري سوآتكم ، ومن الرياش التي أنزلناها إليكم فالبسوه . وأما تأويل من قرأه نصبا ، فإنه : يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم ، وريشا ، ولباس التقوى هذا الذي أنزلنا عليكم ، من اللباس الذي يواري سوآتكم ، والريش ، ولباس التقوى خير لكم من التعرّي والتجرّد من الثياب في طوافكم بالبيت ، فاتقوا الله والبسوا ما رزقكم الله من الرياش ، ولا تطيعوا الشيطان بالتجرّد والتعرّي من الثياب ، فإن ذلك سخرية منه بكم وخدعة ، كما فعل بأبويكم آدم وحوّاء فخدعهما حتى جرّدهما من لباس الله الذي كان ألبسهما بطاعتهما له في أكل ما كان الله نهاهما عن أكله من ثمر الشجرة التي عصياه بأكلها .
وهذه القراءة أولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب ، أعني نصب قوله : «وَلِباسَ التّقْوَى » لصحة معناه في التأويل على ما بينت ، وأن الله إنما ابتدأ الخبر عن إنزاله اللباس الذي يواري سوآتنا والرياش توبيخا للمشركين الذين كانوا يتجرّدون في حال طوافهم بالبيت ، ويأمرهم بأخذ ثيابهم والاستتار بها في كلّ حال مع الإيمان به واتباع طاعته ، ويعلمهم أن كلّ ذلك خير من كلّ ما هم عليه مقيمون من كفرهم بالله وتعرّيهم ، لا أنه أعلمهم أن بعض ما أنزل إليهم خير من بعض . وما يدلّ على صحة ما قلنا في ذلك الاَيات التي بعد هذه الاَية ، وذلك قوله : يا بَني آدَمَ لايَفْتِنَنّكُمُ الشّيْطانُ كمَا أخُرَجَ أبَوَيْكُمْ مِنَ الجَنّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوآتِهِما وما بعد ذلك من الاَيات إلى قوله : وأنْ تَقُولُوا على اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ فإنه جلّ ثناؤه يأمر في كلّ ذلك بأخذ الزينة من الثياب واستعمال اللباس وترك التجرّد والتعرّي وبالإيمان به واتباع أمره والعمل بطاعته ، وينهي عن الشرك به واتباع أمر الشيطان مؤكدا في كل ذلك ما قد أجمله في قوله : يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباسا يُوَارِي سَواتِكُمْ وَرِيشا وَلِباس التّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ .
وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله : «وَلِباسَ التّقْوَى » استشعار النفوس تقوى الله في الانتهاء عما نهى الله عنه من معاصيه والعمل بما أمر به من طاعته وذلك يجمع الإيمان والعمل الصالح والحياء وخشية الله والسمت الحسن ، لأن من اتقى الله كان به مؤمنا وبما أمره به عاملاً ومنه خائفا وله مراقبا ، ومن أن يرى عند ما يكرهه من عباده مستحييا . ومن كان كذلك ظهرت آثار الخير فيه ، فحسن سمته وهديه ورُؤيت عليه بهجة الإيمان ونوره .
وإنما قلنا : عنى بلباس التقوى استشعار النفس والقلب ذلك لأن اللباس إنما هو ادّراع ما يلبس واحتباء ما يكتسي ، أو تغطية بدنه أو بعضه به ، فكلّ من ادّرع شيئا أو احتبي به حتى يرى هو أو أثره عليه ، فهو له لابس ولذلك جعل جلّ ثناؤه الرجال للنساء لباسا وهنّ لهم لباسا ، وجعل الليل لعباده لباسا .
ذكر من تأوّل ذلك بالمعنى الذي ذكرنا من تأويله إذا قرىء قوله : وَلِباسُ التّقْوَى رفعا :
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : وَلِباسُ التّقْوَى : الإيمان ذلكَ خَيْرٌ يقول : ذلك خير من الرياش واللباس يواري سوآتكم .
حدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَلِباسُ التّقْوَى قال : لباس التقوى خير ، وهو الإيمان .
القول في تأويل قوله تعالى : ذلكَ مِنْ آياتِ اللّهِ لَعَلّهُمْ يَذّكّرُونَ .
يقول تعالى ذكره : ذلك الذي ذكرت لكم أني أنزلته إليكم أيها الناس من اللباس والرياش من حجج الله وأدلته التي يعلم بها من كفر صحة توحيد الله ، وخطأ ما هم عليه مقيمون من الضلالة . لَعَلّهُم يَذّكّرُون يقول جلّ ثناؤه : جعلت ذلك لهم دليلاً على ما وصفت ليذكّروا ، فيعتبروا وينيبوا إلى الحقّ وترك الباطل ، رحمة مني بعبادي .
وقوله تعالى : { يا بني آدم } الآية ، هذا خطاب لجميع الأمم وقت النبي عليه الصلاة والسلام ، والمراد قريش ومن كان من العرب يتعرى في طوافه بالبيت ، ذكر النقاش ثقيفاً وخزاعة وبني عامر بن صعصعة وبني مدلج وعامراً والحارث ابني عبد مناف فإنها كانت عادتهم رجالاً ونساءً ، وذلك غاية العار والعصيان ، قال مجاهد ففيهم نزلت هذه الأربع الآيات ، وقوله : { أنزلنا } يحتمل أن يريد التدرج أي لما أنزلنا المطر فكان عنه جميع ما يلبس ، قال عن اللباس أنزلنا ، وهذا نحو قول الشاعر يصف مطراً .
أقبل في المستن من سحابه*** اسنمة الآبال في ربابه
أي بالمال ويحتمل أن يريد خلقنا فجاءت العبارة ب { أنزلنا } كقوله { وأنزلنا الحديد فيه بأس } وقوله : { وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } وأيضاً فخلق الله عز وجل وأفعاله إنما هي من علو في القدر والمنزلة ، و { لباساً } عام في جميع ما يلبس ، و { يوراي } يستر ، وفي حرف أبيّ «سوءاتكم وزينة ولبس التقوى » وفي مصحف ابن مسعود «ولباس التقوى خير ذلكم » ، ويروى عنه ذلك ، وسقطت «ذلك » الأولى ، وقرأ سكن النحوي «ولبوسُ التقوى » بالواو مرفوعة السين ، و قرأ الجمهور من الناس «وريشاً » وقرأ الحسن وزر بن حبيش وعاصم فيما روى عنه أبو عمرو أيضاً ، وابن عباس وأبو عبد الرحمن ومجاهد وأبو رجاء وزيد بن علي وعلي بن الحسين وقتادة «ورياشاً » ، قال أبو الفتح : وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو حاتم : رواها عنه عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهما عبارتان عن سعة الرزق ورفاهية العيش ووجود الملبس والتمتع ، وفسره قوم بالأثاث ، وفسره ابن عباس بالمال ، وكذلك قال السدي والضحاك ، وقال ابن زيد «الريش » الجمال ، وقيل «الرياش » جمع ريش كبير وبئار وذيب وذياب ولصب ولصاب وشعب وشعاب وقيل الرياش مصدر من أراشه الله يريشه إذا أنعم عليه ، والريش مصدر أيضاً من ذلك وفي الحديث«رجل راشه الله مالاً » .
قال القاضي أبو محمد : ويشبه أن هذا كله من معنى ريش الطائر وريش السهم إذ هو لباسه وسترته وعونه على النفوذ ، وراش الله مأخوذ من ذلك ، ألا ترى أنها تقرن ببرى ومن ذلك قول الشاعر : [ لعمير بن حباب ]
فرشني بخير طال ما قد بريتني*** وخير الموالي من يريش ولا يبري
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي «ولباسَ » بالنصب عطفاً على ما تقدم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة «ولباسُ » بالرفع فقيل هو خبر ابتداء مضمر تقديره وهو لباس ، وقيل هو مبتدأ و { ذلك } مبتدأ آخر و { خير } خبر { ذلك } ، والجملة خبر الأول ، وقيل هو مبتدأ و { خير } خبره و { ذلك } بدل أو عطف بيان أو صفة ، وهذا أنبل الأقوال ذكره أبو علي في الحجة .
وقوله : { ذلك من آيات الله } إشارة إلى جميع ما أنزل من اللباس والريش ، وحكى النقاش أن الإشارة إلى لباس التقوى أي هو في العبد آية علامة وأمارة من الله أنه قد رضي عنه ورحمه ، و { لعلهم } ترج بحسبهم ومبلغهم من المعرفة وقال ابن جريج { لباس التقوى } الإيمان ، وقال معبد الجهني : هو الحياء ، وقال ابن عباس هو العمل الصالح ، وقال أيضاً ، هو السمت الحسن في الوجه ، وقاله عثمان بن عفان على المنبر ، وقال عروة بن الزبير هو خشية الله ، وقال ابن زيد هو سترة العورة ، وقيل { لباس التقوى } الصوف وكل ما فيه تواضع لله عز وجل ، وقال الحسن : هو الورع والسمت والحسن في الدنيا ، وقال ابن عباس { لباس التقوى } العفة ، وقال زيد بن علي { لباس التقوى } السلاح وآلة الجهاد .
قال القاضي أبو محمد : وهذه كلها مثل وهي من { لباس التقوى } .
قال القاضي أبو محمد : وتتصور الصفة التي حكاها أبو علي في قوله : { ذلك } لأن الأسماء توصف بمعنى الإشارة كما تقول جاءني زيد هذا كأنك قلت جاءني زيد المشار إليه فعلى هذه الحد توصف الأسماء بالمبهمات ، وأما قوله فيه عطف بيان وبدل فهما واحد في اللفظ إنما الفرق بينهما في المعنى والمقصد وذلك أنك تريد في البدل كأنك أزلت الأول وأعملت العامل في الثاني على نية تكرار العامل ، وتريد في عطف البيان كأنك أبقيت الأول وأعملت العامل في الثاني وإنما يبين الفرق بين البدل وعطف البيان في مسألة النداء إذا قلت يا عبد الله زيد فالبدل في هذه المسألة هو على هذا الحد برفع زيد لأنك تقدر إزالة عبد الله وإضافة «يا » إلى زيد ولو عطفت عطف البيان لقلت يا عبد الله زيد لأنك أردت بيانه ولم تقدر إزالة الأول وينشد هذا البيت : [ الرجز ]