تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ} (3)

{ إن شانئك هو الأبتر } آية وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد الحرام من باب بني سهم بن عمرو بن هصيص ، وأناس من قريش جلوس في المسجد ، فمضى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجلس حتى خرج من باب الصفا ، فنظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج ولم يروه حين دخل ، ولم يعرفوه ، فتلقاه العاص بن وائل السهمي بن هشام بن سعد بن سهم على باب الصفا ، وهو يدخل ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي ابنه عبد الله ، وكان الرجل إذا مات ولم يكن له من بعده ابن يرثه ، سمى الأبتر ، فلما انتهى العاص إلى المقام ، قالوا : من الذي تلقاك ؟ قال : الأبتر . فنزلت :{ إن شانئك هو الأبتر } يعني أن مبغضك هو الأبتر ، يعني العاص بن وائل السهمي ، هو الذي أبتر من الخير ، وأنت يا محمد ستذكر معي إذا ذكرت ، فرفع الله عز وجل له ذكره في الناس عامة ، فيذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كل عيد للمسلمين في صلواتهم ، وفي الآذان ، والإقامة ، وفي كل موطن حتى خطبة النساء ، وخطبة الكلام ، وفي الحاجات .