تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (90)

{ إن الله يأمر بالعدل } ، بالتوحيد ، { والإحسان } ، يعني : العفو عن الناس ، { وإيتآء } ، يعني : وإعطاء ، { ذي القربى } المال ، يعني : صلة قرابة الرجل ، كقوله : { وآت ذا القربى حقه } [ الإسراء :26 ] ، يعني : صلته ، ثم قال سبحانه : { وينهى عن الفحشاء } ، يعني : المعاصي ، { والمنكر } ، يعني : الشرك وما لا يعرف من القول ، { والبغي } ، يعني : ظلم الناس ، { يعظكم } ، يعني : يؤدبكم ، { لعلكم تذكرون } [ آية :90 ] ، يعني : لكي تذكروا فتتأدبوا .

لما نزلت هذه الآية بمكة ، قال أبو طالب بن عبد المطلب : يا آل غالب ، اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم تفلحوا وترشدوا ، والله إن ابن أخي ليأمر بمكارم الأخلاق ، وبالأمر الحسن ، ولا يأمر إلا بحسن الأخلاق ، والله لئن كان محمد صلى الله عليه وسلم صادقا أو كاذبا ، ما يدعوكم إلا إلى الخير ، فبلغ ذلك الوليد بن المغيرة ، فقال : إن كان محمد صلى الله عليه وسلم قاله ، فنعم ما قال ، وإن إلهه قاله ، فنعم ما قال ، فأتنا بلسانه ، ولم يصدق محمدا صلى الله عليه وسلم بما جاء به ولم يتبعه ، فنزلت : { أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا } ، بلسانه ، { وأكدى } [ النجم :33 ،34 ] ، يعني : وقطع ذلك .