تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍۚ إِنَّمَا يَبۡلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ} (92)

ثم ضرب مثلا لمن ينقض العهد ، فقال سبحانه : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها } ، يعني : امرأة من قريش حمقاء مصاحبة ، أسلمت بمكة ، تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، وسميت جعرانة لحماقتها ، وكانت إذا غزلت الشعر أو الكتان نقضته ، قال الله عز وجل : لا تنقضوا العهود بعد توكيدها ، كما نقضت المرأة الحمقاء غزلها ، { من بعد قوة } ، من بعد ما أبرمته ، { أنكاثا } ، يعني : نقضا ، فلا هي تركت الغزل فينتفع به ، ولا هي كفت عن العمل ، فذلك الذي يعطي العهد ، ثم ينقضه ، لا هو حين أعطى العهد وفي به ، ولا هو ترك العهد فلم يعطه ، { من بعد قوة } ، يعني : من بعد جده ، ولم يأثم بربه .

ثم قال سبحانه : { تتخذون أيمانكم } ، يعني : العهد ، { دخلا بينكم } ، يعني : مكرا وخديعة يستحل به نقض العهد ، { أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به } ، يعني : إنما يبتليكم الله بالكثرة ، { وليبينن لكم } ، يعني : من لا يفي بالعهد ، يعني : وليحكمن بينكم ، { يوم القيامة ما كنتم فيه } ، من الدين ، { تختلفون } [ آية :92 ] .