الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (90)

العدل : هو الواجب ؛ لأن الله تعالى عدل فيه على عباده ، فجعل ما فرضه عليهم واقعاً تحت طاقتهم . { والإحسان } : الندب ؛ وإنما علق أمره بهما جميعاً ؛ لأنّ الفرض لا بدّ من أن يقع فيه تفريط فيجبره الندب ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - لمن علمه الفرائض فقال : والله لازدت فيها ولا نقصت - : " أفلح إن صدق " ، فعقد الفلاح بشرط الصدق والسلامة من التفريط ، وقال صلى الله عليه وسلم : " استقيموا ولن تحصوا " ، فما ينبغي أن يترك ما يجبر كسر التفريط من النوافل . والفواحش : ما جاوز حدود الله ، { والمنكر } : ما تنكره العقول ، { والبغي } : طلب التطاول بالظلم ، وحين أسقطت من الخطب لعنة الملاعين على أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه ، أقيمت هذه الآية مقامها . ولعمري إنها كانت فاحشة ومنكراً وبغياً ، ضاعف الله لمن سنها غضباً ونكالاً وخزياً ، إجابة لدعوة نبيه : «وعاد من عاداه » ، وكانت سبب إسلام عثمان بن مظعون .