الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (90)

وقوله عزَّ وجلَّ : { إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان } [ النحل : 90 ] .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : أجمعُ آية في كتاب اللَّهِ هذه الآية ، ورُوِيَ عن عثمانَ بْنِ مظعون رضي الله عنه ، أنه قال : لما نزلَتْ هذه الآيةُ ، قرأْتُها على أَبي طَالب ، فَعجَبَ ، وقالَ : يَا آلَ غَالِبٍ ، اتَّبِعُوهُ تُفْلِحُوا فو اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ ليأَمرَ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ .

قال ( ع ) : و{ العَدْلِ } ، فعلُ كلِّ مفروضٍ ، و{ الإحسان } ، فعلُ كلِّ مندوب إِليه .

{ وَإِيتَآء ذِي القربى } : لفظُ يقتضي صلة الرحِمِ ، ويعم جميع إِسداء الخَيْرِ إِلى القرابة .

و{ الفحشاء } ، الزنا ، قاله ابن عبَّاس ، ويتناولَ اللفْظُ سائر المعاصِي التي شِنْعَتُهَا ظاهرة . { والمنكر } ، أعمُّ منه ؛ لأنه يعمُّ جميع المعاصي والرذائلِ ، والأذايات على اختلاف أنواعها ، و{ البغي } ، هو إنشاء ظُلْم الإِنسان ، والسعاية فيه .