تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا} (57)

ثم قال بعضهم : { أولئك الذين يدعون } ، يقول : أولئك الملائكة الذين تدعونهم ، { يبتغون إلى ربهم الوسيلة } ، يعنى الزلفة ، وهي القربة بطاعتهم ، { أيهم أقرب } إلى الله درجة ، مثل قوله سبحانه : { وابتغوا إليه الوسيلة } [ المائدة :35 ] ، يعني : القربة إلى الله عز وجل ، { ويرجون رحمته } ، يعنى جنته ، نظيرها في البقرة : { أولئك يرجون رحمة الله } [ البقرة :218 ] ، يعني : جنة الله عز وجل ، { ويخافون عذابه } ، يعني : الملائكة ، { إن عذاب ربك كان محذورا } آية ، يقول : يحذره الخائفون له ، فابتغوا إليه الزلفة كما تبتغي الملائكة ، وخافوا أنتم عذابه كما يخافون ، وارجوا أنتم رحمته كما يرجون : ف { إن عذاب ربك كان محذورا } .