الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا} (57)

وقيل : هم قوم كانوا يعبدون نفرا من الجن . فأ[ سلم{[41240]} ] أولئك النفر من الجن ولم يعلم بهم من يعبدهم . قاله ابن مسعود{[41241]} . ولذلك قال : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } [ 57 ] أي : أولئك الذين يعبد هؤلاء المشركون يبتغون إلى ربهم القربى والزلفى لأنهم مؤمنون ، فيكون : يراد به الجن الذين أسلموا على{[41242]} القول الأخير . و{[41243]} يجوز أن يراد بهم الملائكة وعيسى وعزير ومريم على القول الأول .

والهاء والميم في ربهم تعود{[41244]} على أولئك وهم المعبودون{[41245]} . وقيل : تعود على العابدين الكافرين{[41246]} ، [ أي : المعبودون يبتغون إلى رب العابدين لهم الوسيلة .

وقيل : تعود على العابدين{[41247]} ] والمعبودين ، أي : المعبودون يبتغون الوسيلة إلى رب الجميع رب العابدين ورب المعبودين{[41248]} .

ومعنى : { أيهم أقرب } إلى الله لمصالح{[41249]} أعماله واجتهاده في حياته ويرجون وبأعمالهم تلك رحمته ويخافون عذابه ، إن عذاب ربك يا محمد كان محذورا .

واختار الطبري قول من قال : هم الجن كان قوم من المشركين يعبدونهم لأن عيسى وعزيرا ومريم لم يكونوا{[41250]} على عهد النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فلا يحسن دخولهم هنا في هذا المعنى{[41251]} .


[41240]:ساقط من ق.
[41241]:أخرج قوله مسلم في صحيحه، رقم 3030، وانظر : جامع البيان 15/104و105 ومعاني الزجاج 3/245 والجامع 10/181 والدر 5/305.
[41242]:ق: "على على".
[41243]:ق: "وو".
[41244]:ق: يعود.
[41245]:انظر: هذا القول في الجامع 10/181.
[41246]:ط "... على العابدين المعبودين أي المعبودون الكافرين... " ولعل المعبودين أي المعبودون زيادة، لسهو من الناسخ.
[41247]:ساقط من ق.
[41248]:انظر: هذه الأقوال الثلاثة في الجامع 10/181.
[41249]:ط: ط: فصالح.
[41250]:ق: لم يكونا.
[41251]:وهذا تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/106.