تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ} (10)

{ في قلوبهم مرض } ، يعني الشك بالله وبمحمد ، نظيرها في سورة محمد : { أم حسب الذين في قلوبهم مرض } ( محمد : 29 ) يعني الشك . { فزادهم الله مرضا } ، يعني شكا في قلوبهم ، { ولهم عذاب أليم } ، يعني وجيع في الآخرة ، { بما كانوا يكذبون } لقولهم : { آمنا بالله وباليوم الآخر } .

وذلك أن عبد الله بن أبيّ المنافق قال لأصحابه : انظروا إلي وإلى ما أصنع ، فتعلموا مني وانظروا دفعي في هؤلاء القوم كيف أدفعهم عن نفسي وعنكم ، فقال أصحابه : أنت سيدنا ومعلمنا ، ولولا أنت لم نستطع أن نجتمع مع هؤلاء ، فقال عبد الله بن أبيّ لأبي بكر الصديق وأخذ بيده : مرحبا بسيد بني تميم بن مرة ، ثاني اثنين ، وصاحبه في الغار ، وصفيه من أمته ، الباذل نفسه وماله .

ثم أخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال : مرحبا بسيد بني عدي بن كعب ، القوي في أمر الله ، الباذل نفسه وماله ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : مرحبا بسيد بني هاشم ، غير رجل واحد اختصه الله بالنبوة لما علم من صدق نيته ويقينه ، فقال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : ويحك يا ابن أبي ، اتق الله ولا تنافق ، وأصلح ولا تفسد ، فإن المنافق شر خليقة الله ، وأخبثهم خبثا ، وأكثرهم غشا ، فقال عبد الله بن أبي بن سلول : يا عمر مهلا ، فوالله لقد آمنت كإيمانكم ، وشهدت كشهادتكم ، فافترقوا على ذلك .

فانطلق أبو بكر وعمر وعلي ، رحمة الله عليهم ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه بالذي قاله عبد الله ، فأنزل الله عز وجل على نبيه : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } .