الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ} (10)

أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { مرض } قال : شك { فزادهم الله مرضا } أي قال : شكا .

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { في قلوبهم مرض } قال : النفاق { ولهم عذاب أليم } قال : نكال موجع { بما كانوا يكذبون } قال : يبدلون ويحرفون .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى { في قلوبهم مرض } قال : النفاق قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر :

أجامل أقواما حياء وقد أرى صدورهم تغلي علي مراضها

قال : فأخبرني عن قوله { ولهم عذاب أليم } قال { الأليم } الموجع قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر :

نام من كان خليا من ألم وبقيت الليل طولا لم أنم

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كل شيء في القرآن { أليم } فهو الموجع .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال { الأليم } الموجع في القرآن كله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { مرض } قال : ريبة وشك في أمر الله { فزادهم الله مرضا } قال : ريبة وشكا { ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } قال : إياكم والكذب فإنه من باب النفاق ، وإنا والله ما رأينا عملا قط أسرع في فساد قلب عبد من كبر أو كذب .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { في قلوبهم مرض } قال : هذا مرض في الدين ، وليس مرضا في الأجساد . وهم المنافقون و{ المرض } الشك الذي دخل في الإسلام .

وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله { في قلوبهم مرض } قال : هؤلاء أهل النفاق . والمرض في قلوبهم الشك في أمر الله عز وجل { فزادهم الله مرضا } قال : شكا .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : العذاب الأليم . هم الموجع وكل شيء في القرآن من { الأليم } فهو الموجع .