في قلوب المنافقين مرض الشك ، ويزيدهم الله مرضاً بتوهمهم أنهم نجوا بما لبَّسوا على المسلمين ، ثم لهم عذاب أليم مؤلم ، يَخْلُص وجعه إليهم في المآل . ( وفي ) الإشارة يحصل لمن خلط قصده بحظِّه ، وشاب إرادته بهواه ( أن ) يتقدم في الإرادة بِقَدَم ، ويتأخر بالحظوظ ومتابعة النَفْس بأخرى ، فهو لا مريدٌ صادقٌ ولا عاقلٌ متثبت . ولو أن المنافقين أخلصوا في عقائدهم لأَمِنوا في الآخرة من العقوبة كما أَمِنوا في الدنيا من نحو بذلك الجزية وغير ذلك مما هو صفة أهل الشرك والذمة ، كذلك لو صدق المريد في إرادته لوصل بقلبه إلى حقائق الوصلة ، ولأدركته بركات الصدق فيما رامه من الظفر بالبُغية ، ولكن حاله كما قيل :
فما ثبتنا فيثبت لنا عدل بلا حنف *** ولو خلصنا تخلصنا من المحن
وإن من سقمت عبادته حيل بينه وبين درجات الجنات ، ومن سقمت إرادته حيل بينه وبين مواصلات القُرْبِ والمناجاة . وأمَّا من ركن إلى الدنيا واتَّبع الهوى فسكونُهم إلى دار الغرور سقم لقلوبهم ، والزيادة في علتهم تكون بزيادة حرصهم ؛ كلما وجدوا منها شيئاً - عَجَّلَ لهم العقوبة عليه - يتضاعف حرصهم على ما لم يجدوه .
ثم من العقوبات العاجلة لهم تشتتُ همومهم ثم تَبَغض عيشهم فيبغون بها عن مولاهم ، ولم يكن لهم استمتاع ولا راحة فيما آثروه من متابعة هواهم ، وهذا جزاء من أعرض عن صحبة مولاه ، وفي معناه قيل :
تبدلت فتبدلنا واحسرتا *** لمن ابتغى عوضاً ليسلو فلم يجد
والإشارة في العذاب الأليم بما كانوا يكذبون إنما هي الحسرة يوم الكشف إذا رأوا أشكالهم الذين صدقوا كيف وصلوا ، ورأَوْا أنفسهم كيف خسروا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.