وقوله : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ )[ 9 ] . أي : شك ونفاق( {[815]} ) .
( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً )[ 9 ] .
الزيادة هنا هي نزول القرآن بالفروض فلا يتبعونها ، فيزدادون شكاً ، ويزداد المؤمنون بعمل الفرائض إيماناً كما قال : ( فَأَمَّا الذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتْهُمُ( {[816]} ) إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ . وَأَمَّا الذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً )( {[817]} )( {[818]} ) .
وقوله : ( بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ )[ 9 ] . أي بتكذيبهم الرسل .
وقيل : بتكذيبهم محمداً( {[819]} ) صلى الله عليه وسلم . وهذا التفسير يدل على صحة قراءة من قرأ ( يُكَذِّبُونَ ) بالتشديد( {[820]} ) ، ويدل على قوة التشديد أن الكذب لا يوجب العذاب الأليم ، إنما يوجبه التكذيب . وإيضاً فإنه تعالى أخبر عنهم بالشك في أول الكلام ، ومن شك في شيء فقد كذب به ، فالتكذيب أولى بآخر الآية على هذا القول( {[821]} ) .
ومما استدل به من قرأه ( يُكَذِّبُونَ )/ بالتخفيف( {[822]} ) ؛ أن الله جل ذكره أخبر أنهم يقولون : ( ءَامَنَّا ) وقال : ( مَا هُمْ بِمُومِنِينَ ) . فأخبر عنهم بالكذب في قولهم : ( ءَامَنَّا ) وتوعَّدهم( {[823]} ) عليه بالعذاب الأليم ، وهو من الكذب أولى من أن يكون من التكذيب إذ لم يتقدم في صدر الآية إلا الإخبار عنهم بالكذب ، لا بالتكذيب . أأ
والقراءتان قويتان متداخلتان( {[824]} ) حسنتان لأن المَرَض الشك( {[825]} ) ومن شك في شيء فقد كذب به( {[826]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.