فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ} (10)

{ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } .

{ في قلوبهم مرض } المرض كل ما يخرج به الإنسان عن حد الصحة من علة أو نفاق أو تقصير في أمر ، قاله ابن فارس وقيل هو الألم فيكون على هذا مستعارا للفساد الذي في عقائدهم إما شكا أو نفاقا ، أو جحدا وتكذيبا { فزادهم الله مرضا } أي كفرا ونفاقا ، والمراد بزيادة المرض الإخبار بأنهم كذلك بما يتجدد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من النعم ، ويتكرر له من منن الله الدنيوية والدينية ، ويحتمل أن يكون دعاء عليهم بزيادة الشك وترادف الحسرة وفرط النفاق وفسر ابن عباس المرض بالشك والنفاق ، وقال ابن زيد : هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجسام ، وقال عكرمة وطاوس المرض الرياء ، والقراء مجمعون على فتح الراء من مرض إلا أبا عمرو فإنه قرأ بالسكون { ولهم عذاب } أي نكال .

{ أليم } أي مؤلم يخلص وجعه إلى قلوبهم ، قال ابن عباس كل شيء في القرآن أليم فهو موجع انتهى ، ووصف به العذاب للمبالغة { بما كانوا يكذبون } أي يبدلون ويحرفون ، قال ابن مسعود وقيل معنى بتكذيبهم الله ورسوله في السر ، وقيل بكذبهم إذ قالوا آمنا وهم غير مؤمنين ، والكذب هو الخبر عن الشيء على خلاف ما هو به وهو حرام كله لأنه علل به استحقاق العذاب .