تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (62)

{ إن الذين آمنوا والذين هادوا } ، يعني اليهود ، { والنصارى والصائبين } ، وهم قوم يصلون للقبلة ، يقرءون الزبور ويعبدون الملائكة ، وذلك أن سلمان الفارسي كان من جند سابور ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ، وذكر سلمان أمر الراهب وأصحابه ، وأنهم مجتهدون في دينهم يصلون ويصومون ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "هم في النار" فأنزل الله عز وجل فيمن صدق منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به : { إن الذين آمنوا } ، يعني صدقوا ، يعني أقروا وليسوا بمنافقين ، { والذين هادوا والنصارى والصابئين } { من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا } ، يقول : من صدق منهم بالله عز وجل ، بأنه واحد لا شريك له وصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، بأنه كائن ، { فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم } من نزول العذاب ، { ولا هم يحزنون } عند الموت ، يقول : إن الذين آمنوا ، يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى ، ومن آمن من الذين هادووا ومن النصارى ومن الصابئين ، من آمن منهم بالله واليوم الآخر فيما تقدم إلى آخر الآية .