تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{خُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ مِنۡ عَجَلٖۚ سَأُوْرِيكُمۡ ءَايَٰتِي فَلَا تَسۡتَعۡجِلُونِ} (37)

{ خلق الإنسان } يعنى آدم أبو البشر { من عجل } وذلك أن كفار قريش استعجلوا بالعذاب في الدنيا من قبل أن يأتيهم تكذيبا به ، كما استعجل آدم عليه السلام الجلوس من قبل أن تتم فيه الروح من قبل رأسه يوم الجمعة ، فأراد أن يجلس من قبل أن تتم فيه الروح إلى قدميه ، فلما بلغت الروح وسطه ونظر إلى حسن خلقه أراد أن يجلس ونصفه طين ، فورث الناس كلهم العجلة من آدم عليه السلام ، لم تجد منفذا فرجعت من أنفه فعطس ، فقال : الحمد لله رب العالمين ، فهذه أول كلمة تكلم بها . وبلغنا أن الله عز وجل رد عليه ، فقال : لهذا خلقتك يرحمك ربك . فسبقت رحمته غضبه ، فلما استعجل كفار مكة العذاب في الدنيا نزلت : { خلق الإنسان من عجل } لأنهم من ذريته يقول الله عز وجل ، لكفار مكة : ف { سأوريكم ءاياتي } يعنى عذابي القتل { فلا تستعجلون } آية ، يقول : فلا تعجلوا بالعذاب .