الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{خُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ مِنۡ عَجَلٖۚ سَأُوْرِيكُمۡ ءَايَٰتِي فَلَا تَسۡتَعۡجِلُونِ} (37)

أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر ، عن عكرمة قال : لما نفخ في آدم الروح ماد في رأسه فعطس فقال : الحمد لله . فقالت الملائكة : يرحمك الله ، فذهب لينهض قبل أن تمور في رجليه فوقع فقال الله : { خلق الإنسان من عجل } .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال : أول ما نفخ فيه الروح نفخ في رأسه ثم في ركبتيه ، فذهب ليقوم قال : { خلق الإنسان من عجل } .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { خلق الإنسان من عجل } قال : آدم حين خلق بعد كل شيء آخر النهار من يوم خلق الخلق ، فلما أجرى الروح في عينيه ولسانه ورأسه ولم يبلغ أسفله ، قال : يا رب ، استعجل بخلقي قبل غروب الشمس .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : نفخ الرب تبارك وتعالى الروح في نافوخ آدم ، فأبصر ولم يعقل حتى إذا بلغ الروح قلبه ونظر فرأى الجنة ، فعرف أنه إن قام دخلها ولم يبلغ الروح أسفله فتحرك ، فذلك قوله تعالى : { خلق الإنسان من عجل } .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { خلق الإنسان من عجل } قال : خلق عجولاً . والله أعلم .