تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (25)

فرجعت الكبيرة إلى موسى لتدعوه .

فذلك قوله عز وجل : { فجاءته إحداهما } يعني الكبرى { تمشي على استحياء } يعني على حياء ، وهي التي تزوجها موسى عليه السلام ، ف{ قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } وبين موسى وبين أبيها ثلاثة أميال ، فلولا الجوع الذي أصابه ما اتبعها ، فقام يمشي معها ، ثم أمرها أن تمشي خلفه وتدله بصوتها على الطريق كراهية أن ينظر إليها ، وهما على غير جادة ، يقول : { فلما جاءه } فلما أتى موسى شعيبا ، عليهما السلام ، { وقص عليه } يعني على شعيب { القصص } الذي كان من أمره أجمع ؛ أمر القوابل اللائي قتلن أولاد بني إسرائيل ، وحين ولد وحين قذف في التابوت في اليم ، ثم المراضع بعد التابوت ، حتى أخبره بقتل الرجل من القبط ، { قال } له شعيب : { لا تخف نجوت من القوم الظالمين } آية يعني المشركين .