النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (25)

قوله تعالى : { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ } قال ابن عباس : فاستبكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما حُفّلا بطاناً فقال لهما : إن لكما اليوم لشأناً فأخبرتاه بما صنع موسى فأمر إحداهما أن تدعوه فجاءته تمشي على استحياء ، وفيه قولان :

أحدهما : أنه استتارها بكم درعها ، قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

الثاني : أنه بعدها من النداء ، قاله الحسن .

وفي سبب استحيائها ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها دعته لتكافئه وكان الأجمل مكافأته من غير عناء .

الثاني : لأنها كانت رسولة أبيها .

الثالث : ما قاله عمر لأنها ليست بسلفع من النساء خَرَّاجة ولاّجة .

{ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ } وفي أبيها قولان :

أحدهما : أنه شعيب النبي عليه السلام .

الثاني : أنه يثرون ابن أخي شعيب ، قاله أبو عبيدة والكلبي .

وكان اسم التي دعت موسى وتزوجها : صفوريا . واسم الأخرى فيه قولان :

أحدهما : ليا ، قاله ابن إسحاق .

الثاني : شرفا ، قاله ابن جرير .

{ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } أي ليكافئك على ما سقيت لنا فمشت أمامه فوصف الريح عجيزتها فقال لها : امشي خلفي ودليني على الطريق إن أخطأت .

{ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ } أي أخبره بخبره مع آل فرعون .

{ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } قال ابن عباس : يعني أنه ليس لفرعون وقومه عليّ سلطان ولسنا في مملكته .