جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (25)

{ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء } مستحيية متسترة بكم{[3842]} درعها { قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ } فإنهما لما رجعتا سأل أبوهما عن سرعتهما اليوم في السقي فقصتا ، فبعث إحداهما لتدعوه { لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } جزاء سقيك { فَلَمَّا جَاءهُ } موسى { وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ } أخبره بأمر الذي أخرجه من أرضه { قَالَ لَا تَخَفْ{[3843]} نَجَوْتَ{[3844]} مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } فرعون وقومه


[3842]:أي: واضعة كم درعها على وجهها حياء منه كذا أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر وفيه مشروعة ستر الوجه للحرة، وأنه لا باس بكلامها مع الرجال /12 كمالين.
[3843]:قيل: قرب إليه طعاما فقال موسى: إنا من أهل بيت لا نبيع ديننا على ملء الأرض ذهبا فأجابه شعيب: ليس هذا عوض السقي، ولكن عادتي وعادة آبائي قرى الضيف فأكلا عليهما الصلاة والسلام /12 وجيز.
[3844]:لأن فرعون لا سلطان له على مدين، وفيه دليل على جواز العمل بخبر الواحد، ولو عبدا أو أنثى، وعلى المشي مع الأجنبية مع ذلك الاحتياط والتورع وللرازي في هذا الموضع إشكالات باردة [هذه الكلمة ترد كثيرا في تعليقات الشارح] جدا لا تستحق أن تذكر في تفسير كلام الله عز وجل، والجواب عليها يظهر للمقصر فضلا عن الكامل، وأشف ما جاء به أن موسى كيف أجاب الدعوة المعللة بالجزاء لما فعله من السقي ويجاب عنه بأنه ابتع سنة الله في إجابة دعوة نبي من الأنبياء، ولم تكن تلك الإجابة لأجل أخذ الأجر على هذا العمل، وفي الكشاف إن طلب الأجرة لشدة الفاقة لا يكره، ويشهد لصحته {لو شئت لاتخذت عليه أجرا} [الكهف: 77] /12 فتح.