تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (103)

{ واعتصموا بحبل الله } ، يعني بدين الله ، { جميعا ولا تفرقوا } ، يعني ولا تختلفوا في الدين كما اختلف أهل الكتاب ، { واذكروا نعمت الله عليكم } الإسلام ، { إذ كنتم أعداء } في الجاهلية يقتل بعضكم بعضا ، { فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا } ، يعني برحمته إخوانا في الإسلام ، { وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها } ، يقول للمشركين : الميت منكم في النار ، والحي منكم على حرف النار ، إن مات دخل النار ، { فأنقذكم منها } ، يعني من الشرك إلى الإيمان ، { كذلك } ، يعني هكذا ، { يبين الله لكم آياته } ، يعني علاماته في هذه النعمة ، أعداء في الجاهلية ، إخوانا في الإسلام ، { لعلكم } ، لكي { تهتدون } ، فتعرفوا علاماته في هذه النعمة .

فلما سمع القوم القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم تحاجزوا ، ثم عانق بعضهم بعضا ، وتناول بخدود بعض بالتقبيل والالتزام ، يقول جابر بن عبد الله ، وهو في القوم : لقد اطلع إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أحد هو أكره طلعة إلينا منه لما كنا هممنا به ، فلما انتهى إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم" .