ولما أخبر أنها للمحسنين إلى الغير ومن قاربهم أخبر أنها لمن دونهم في الرتبة من التائبين المحسنين{[19222]} إلى أنفسهم استجلاباً لمن رجع{[19223]} عن أحد من المنافقين ولغيرهم من العاصين فقال : { والذين إذا فعلوا } أي باشروا عن علم أوجهل فعله { فاحشة } أي من السيئات الكبار { أو ظلموا أنفسهم } أي بأي نوع كان من الذنوب ، لتصير{[19224]} الفاحشة موعوداً{[19225]} بغفرانها بالخصوص و{[19226]}بالعموم { ذكروا الله } أي بما له من كمال العظمة فاستحيوه{[19227]} وخافوه { فاستغفروا } الله{[19228]} ، أي{[19229]} فطلبوا المغفرة بالتوبة بشرطها { لذنوبهم } أي فإنه يغفر لهم لأنه غفار لمن تاب .
ولما كان هذا مفهوماً لأنه تعالى{[19230]} يغفر كل ذنب أتبعه تحقيق ذلك ونفي القدرة عليه{[19231]} عن غيره ، لأن المخلوق لا يمضي غفرانه لذنب إلا إذا كان مما شرع الله غفرانه ، فكان لا غافر في الحقيقة إلا الله قال مرغباً في الإقبال عليه بالاعتراض بين المتعاطفين : { ومن يغفر الذنوب } أي يمحو آثارها حتى لا تذكر{[19232]} ولا يجازى عليها { إلا الله } أي الملك الأعلى . ولما كان سبحانه وتعالى قد تفضل برفع القلم عن الغافل قال : { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * } أي إنهم على ذنب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.