تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۖ كِتَٰبَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَآءَ ذَٰلِكُمۡ أَن تَبۡتَغُواْ بِأَمۡوَٰلِكُم مُّحۡصِنِينَ غَيۡرَ مُسَٰفِحِينَۚ فَمَا ٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهِۦ مِنۡهُنَّ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا تَرَٰضَيۡتُم بِهِۦ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡفَرِيضَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (24)

{ والمحصنات من النساء } ، يعني وكل امرأة أيضا فنكاحها حرام مع ما حرم من النسب والصهر ، ثم استثنى من المحصنات ، فقال سبحانه : { إلا ما ملكت أيمانكم } من الحرائر مثنى وثلاث ورباع ، { كتاب الله عليكم } ، يعني فريضة الله لكم بتحليل أربع .

{ وأحل لكم ما وراء ذلكم } ، يعني ما وراء الأربع ، { أن تبتغوا بأموالكم محصنين } لفروجهن { غير مسافحين } بالزنا علانية ، ثم ذكر المتعة ، فقال : { فما استمتعتم به منهن } إلى أجل مسمى ، { فآتوهن أجورهن فريضة } ، يعني أعطوهن مهورهن ، { ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة } ، يقول : لا حرج عليكم فيما زدتم من المهر وازددتم في الأجل بعد الأمر الأول ، { إن الله كان عليما } بخلقه { حكيما } في أمره ، نسختها آية الطلاق وآية المواريث .

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة بعد نزول هذه الآية مرارا ، والله تعالى يقول : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }( الحشر : 8 )