تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن يَنكِحَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَٰتٍ غَيۡرَ مُسَٰفِحَٰتٖ وَلَا مُتَّخِذَٰتِ أَخۡدَانٖۚ فَإِذَآ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَيۡنَ بِفَٰحِشَةٖ فَعَلَيۡهِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ ٱلۡعَنَتَ مِنكُمۡۚ وَأَن تَصۡبِرُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (25)

ثم قال سبحانه : { ومن لم يستطع منكم طولا } ، يقول : من لم يجد منكم سعة من المال ، { أن ينكح المحصنات المؤمنات } ، يعني الحرائر ، فليتزوج من الإماء ، { فمن ما ملكت أيمانكم } ، يعني الولائد ، فتزوجوا { من فتياتكم المؤمنات } ، يعني الولائد ، ثم قال سبحانه : { والله أعلم بإيمانكم } من غيره ، فيكره للعبد المسلم أن يتزوج وليدة من أهل الكتاب ، لأن ولده يصير عبدا ، فإن تزوجها وولدت له ، فإنه يشتري من سيده رضى أو كره ، ويسعى في ثمنه ، { بعضكم من بعض } يتزوج هذا وليدة هذا ، وهذا وليدة هذا .

ثم قال سبحانه : { فانكحوهن بإذن أهلهن } ، يقول : تزوجوا الولائد بإذن أربابهن ، { وآتوهن أجورهن } ، يقول : وأعطوهن مهورهن { بالمعروف محصنات } عفائف لفروجهن ، { غير مسافحات } غير معلنات بالزنا ، { ولا متخذات أخدان } ، يعني

أخلاء في السر ، فيزني بها سرا ، { فإذا أحصن } ، يعني أسلمن ، { فإذا أتين بفاحشة } ، يقول : فإن جئن بالزنا ، { فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب } ، يعني خمسين جلدة ، نصف ما على الحرة إذا زنت ، { ذلك } التزويج للولائد ، { لمن خشي العنت منكم } ، يعني الإثم في دينه ، وهو الزنا ، { وأن } ، يعني ولئن { تصبروا } عن تزويج الأمة ، { خير لكم } من تزويجهن ، { والله غفور } لتزويجه الأمة ، { رحيم } به حين رخص له في تزويجها إذا لم يجد طولا ، يعني سعة في تزويج الحرة .