تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٖۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

قوله :{ فلذلك فادع } ، يعني إلى التوحيد ، يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ادع أهل الكتاب إلى معرفة ربك ، إلى هذا التوحيد ، { واستقم } ، يقول : وامض ، { كما أمرت } بالتوحيد ، كقوله في الزمر :{ فاعبد الله } [ الزمر :2 ] ، { ولا تتبع أهواءهم } في ترك الدعاء ، وذلك حين دعاه أهل الكتاب إلى دينهم .

ثم قال :{ وقل } لأهل الكتاب :{ آمنت } ، يقول : صدقت ، { بما أنزل الله من كتاب } ، يعني القرآن ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور ، { وأمرت لأعدل بينكم } ، بين أهل الكتاب في القول ، يقول : أعدل بما آتاني الله في كتابه ، والعدل أنه دعاهم إلى دينه ، قوله :{ الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكن أعمالكم } ، يقول : لنا ديننا الذي نحن عليه ، ولكن دينكم الذي أنتم عليه ، { لا حجة } ، يقول : لا خصومة ، { بيننا وبينكم } في الدين ، يعني أهل الكتاب ، نسختها آية القتال في براءة ، { الله يجمع بيننا } ، في الآخرة ، فيجازينا بأعمالنا ، ويجازيكم ، { وإليه المصير } .