غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (66)

61

ثم زاد في التأكيد مع إشارة إلى فساد عقيدة المشركين فقال : { ألا إن لله من في السموات ومن في الأرض } فخصص ذوي العقول إما للتغليب وإما لأن الآية سيقت لبيان فساد عقائد أهل الشرك ، فذكر أن العقلاء المميزين - وهم الملائكة والثقلان - كلهم عبيد له ولا يصلح أحد منهم لأن يكون شريكاً له فما وراءهم ممن لا يسمع ولا يعقل كالأصنام أولى بأن لا يكون نداً له . ثم أكد هذا المعنى بقوله : { وما يتبع } «ما » نافية ومفعول { يدعون } محذوف أي ليس يتبع { الذين يدعون من دون الله شركاء } شركاء في الحقيقة إنما هي أسماء لا مسميات لها لأن شركة الله في الربوبية محال . وإنما حذف أحد المكررين للدلالة ، فالأول مفعول { يدعون } والثاني مفعول { يتبع } ويجوز أن تكون «ما » استفهامية بمعنى أي شيء يتبعون . و { شركاء } على هذا نصب ب { يدعون } ولا حاجة إلى إضمار . ويجوز أن تكون «ما » موصولة معطوفة على «من » كأنه قيل : ولله ما يتبعه الذين يدعون من دون الله شركاء أي وله شركاؤهم . ثم زاد في التأكيد فقال : { إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون } وقد مر مثله في سورة الأنعام .

/خ70