ثم سلى رسوله عن صنيع الفريق المكذبين فقال : { ولا يحزنك } أو نقول : إنه كما أزال الحزن عنه في الآخرة بقوله : { ألا إن أولياء الله } أزال الحزن عنه في الدنيا بقوله : { ولا يحزنك قولهم } أي تكذيبهم لك وتهديدهم بالخدم والأموال وتشاورهم في تدبير هلاكك وإبطال أمرك ، وبالجملة كل ما يتكلمون به في شأنك من المطاعن والقوادح . ثم استأنف قوله : { إن العزة لله } كأنه قيل : ما لي لا أحزن ؟ فقيل : لأن العزة لله . { جميعاً } إن الغلبة والقهر له ولحزبه { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي } [ المجادلة : 21 ] وقرئ «أن » بالفتح لا على أنه بدل فإن ذلك يؤدي إلى أن القوم كانوا يقولون إن العزة لله جميعاً والرسول كان يحزنه ذلك وهذا كفر ، بل لأن العزة على صريح التعليل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واثقاً بوعد الله تعالى في جميع الأحوال وإن كان قد يقع في بعض الحروب والوقائع انكسار وهزيمة فإن الأمور بخواتيمها . ثم أكد الوعد بقوله : { هو السميع العليم } يسمع ما يقولون ويعلم ما يدبرون فيكفيك شرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.