غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (65)

61

ثم سلى رسوله عن صنيع الفريق المكذبين فقال : { ولا يحزنك } أو نقول : إنه كما أزال الحزن عنه في الآخرة بقوله : { ألا إن أولياء الله } أزال الحزن عنه في الدنيا بقوله : { ولا يحزنك قولهم } أي تكذيبهم لك وتهديدهم بالخدم والأموال وتشاورهم في تدبير هلاكك وإبطال أمرك ، وبالجملة كل ما يتكلمون به في شأنك من المطاعن والقوادح . ثم استأنف قوله : { إن العزة لله } كأنه قيل : ما لي لا أحزن ؟ فقيل : لأن العزة لله . { جميعاً } إن الغلبة والقهر له ولحزبه { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي } [ المجادلة : 21 ] وقرئ «أن » بالفتح لا على أنه بدل فإن ذلك يؤدي إلى أن القوم كانوا يقولون إن العزة لله جميعاً والرسول كان يحزنه ذلك وهذا كفر ، بل لأن العزة على صريح التعليل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واثقاً بوعد الله تعالى في جميع الأحوال وإن كان قد يقع في بعض الحروب والوقائع انكسار وهزيمة فإن الأمور بخواتيمها . ثم أكد الوعد بقوله : { هو السميع العليم } يسمع ما يقولون ويعلم ما يدبرون فيكفيك شرهم .

/خ70