تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗا وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبٞ} (77)

وقوله تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ ) قوله : ( سيء بهم ) قيل : أي ساء مجيئهم ومكانهم وكرههم لصنيع قومه بالغرباء مخافة أن يفضحوهم ( وضاق بهم ذرعا ) أي لم يدر كيف يصنع بهم ؟ وكيف يحتال ليدفع عن ضيفه سوء قومه ؟

والذرع هو المقدرة والقوة ؛ أي ضاقت[ في الأصل وم : ضاق ] مقدرته وقوته ( وقال هذا يوم عصيب ) قيل فضيع شديد لأنه يوم يهتك الأستار ، ويفضح الرجال . وفيه دليل جواز الاجتهاد لأنه قال : ( يوم عصيب ) فبعد لم تظهر شدته ، لكنه قال : اجتهادا ، والله أعلم .

ثم قوله تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً ) بسوء صنيع قومه بأضيافه . الحرفان جميعا ينصرفان[ في الأصل وم : ينصرف ] إلى لوط لمكان قوله ولمكان[ في الأصل وم : ولمكان ] أضيافه ؛ أو يكون أحد الحرفين لمكان ضيفه والآخر لمكان قومه[ في الأصل وم : ضيفه ] وما ينزل بقومه ، والله أعلم .