النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗا وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبٞ} (77)

قوله عز وجل : { ولما جاءَت رُسُلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذراعاً } قال ابن عباس : ساء ظنه بقومه وضاق ذرعاً بأضيافه .

ويحتمل وجهاً آخر أنه ساء ظنه برسل ربه ، وضاق ذراعاً بخلاص نفسه لأنه نكرهم قبل معرفتهم{[1377]} .

{ وقال هذا يومٌ عصيب } أي شديد لأنه خاف على الرسل من قومه أن يفضحوهم على قول ابن عباس ، وعلى الاحتمال الذي ذكرته خافهم على نفسه فوصف يومه بالعصيب وهو الشديد ، قال الشاعر{[1378]} :

وإنك إلاّ ترض بكر بن وائل *** يكن لك يومٌ بالعراق عصيب .

قال أبو عبيدة : وإنما قيل له عصيب لأنه يعصب الناس بالشر ، قال الكلبي : كان بين قرية إبراهيم وقوم لوط أربعة فراسخ .


[1377]:سقط من ق.
[1378]:سقط من ق.