بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗا وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبٞ} (77)

ثم خرجوا من عند إبراهيم ، متوجهين إلى قوم لوط ، فانتهوا إليهم نصف النهار ، فإذا هم بجواري يسقين من الماء ، فأَبصرتهم ابنة لوط ، وهي تستقي من الماء ، فقالت لهم : ما شأنكم ؟ ومن أين أقبلتم ؟ وأين تريدون ؟ قالوا أقبلنا من مكان كذا ، ونريد مكان كذا . فأخبرتهم عن حال أهل المدينة ، وخبثهم ، فأظهروا الغم من أنفسهم ، فقالوا : هل أحد يضيفنا ؟ قالت : ليس فيها أحد يضيفكم ، إلا ذلك الشيخ ، وأشارت إلى أبيها لوط ، وهو على بابه . فأتوا لوطاً فلما رآهم وهيئتهم ، ساءه ذلك ، فذلك قوله تعالى :

قوله تعالى : { وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِىء بِهِمْ } يقول : ساءه مجيئهم ، { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } يعني : صدره اغتماماً ، ومخافة عليهم ، لا يدري أيأمرهم بالرجوع أم بالنزول ؟ { وَقَالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ } يعني : شديد .