{ أريد أن أنكحك إحدى ابنتي } وليس هذا عقداً حتى تلزم الجهالة في المعقود عليها ولكنه حكاية عزم وتقرير وعد ولو كان عقداً لقال أنكحتك ابنتي فلانة . وفي قوله { هاتين } دليل على أنه كانت له غيرهما . قال أهل اللغة : { تأجرني } من أجرته إذا كنت له أجيراً فيكون { ثماني } حجج ظرفه أو من أجرته كذا إذا أثبته إياه فيكون المثاني مفعولاً به ثانياً ومعناه رعية ثماني حجج { فإن أتممت عشراً } أي عمل عشر حجج { فمن عندك } أي فإتمامه من عندك لا من عندي إذ هو تفضل منك وتبرع { وما أريد أن أشق عليك } الزام أتم الأجلين أو بالتكاليف الشاقة في مدة الرعي ، وإنما أعامل معك معاملة الأنبياء يأخذون بالأسمح -بالحاء لا بالجيم- قال أهل الاشتقاق : حقيقة قولهم شققت عليه وشق عليه الأمر أنه إذا صعب الأمر فكأنه شق عليه ظنه باثنين يقول تارة أطيقه وتارة لا أطيقه . ثم أكد وعد المسامحة بقوله { ستجدني إن شاء الله من الصالحين } عموماً أو في باب حسن المعاملة . وقوله { إن شاء الله } أدب جميل كقول إسماعيل { ستجدني إن شاء الله من الصابرين } [ الصافات : 102 ] أي على الذبح .
وفيه أن الاعتماد في جميع الأمور على معونة الله والأمر موكول إلى مشيئته . استدل الفقهاء بالآية على أن العمل قد يكون مهراً كالمال ، وعلى أن إلحاق الزيادة بالثمن والمثمن جائز ، وعلى أن عقد النكاح لا يفسده الشروط التي لا يوجبها العقد . ويمكن أن يقال : إنه شرع من قبلنا فلا يلزمنا . وجوّز في الكشاف أن يكون استأجره لرعية ثماني سنين بمبلغ معلوم ووفاه إياه ثم أنكحه ابنته . وجعل قوله { على أن تأجرني } عبارة عما جرى بينهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.