{ ولما ورد ماء مدين } وكان بئراً فيما روي وورود الماء مجيئه والوصول إليه ضدّ الصدور . { وجد عليه } أي على شفيره ومستقاه { أمة من الناس } جماعة كثيرة العدد أصنافاً { يسقون } مواشيهم { ووجد من دونهم } أي في مكان أسفل من مكانهم { امرأتين تذودان } أي تدفعان وتطردان أغنامهما لأن على الماء من هو أقوى منهما فلم يتمكنا من السقي ، وكانتا تكرهان المزاحمة على الماء واختلاط أغنامهما بأغنامهم أو اختلاطهما بالرجال . وقيل : تذودان الناس عن غنمهما . وقيل : تذودان عن وجوههما نظر الناظر . وبالجملة حذف مفعول { تذودان } لأن الغرض تقرير الذود لا المذود . وكذا في { يسقون } و { لا نسقي } المقصود هو ذكر السقي لا المسقي ، وكذا في قراءة من قرأ { حتى يصدر } من الإصدار أي حتى يصدر الرعاء مواشيهم الغرض بيان الإصدار . { قال ما خطبكما } هو مصدر بمعنى المفعول أي ما خطو بكما من الذياد { قالتا لا نسقي } الآية . سألهما عن سبب الذود فذكرتا أنا ضعيفتان مستورتان لا نقدر على مساجلة الرجال ومزاحمتهم فلابد لنا من تأخير السقي إلى أن يفرغوا وما لنا رجل يقوم بذلك . { وأبونا شيخ } قد أضعفه الكبر فلا يصلح للقيام به ، وهذه الضرورة هي التي سوغت لنبي الله شعيب أن رضي لابنتيه بسقي الماشية على أن الأمر في نفسه ليس بمحظور ، ولعل العرب وخصوصاً أهل البدو منهم لا يعدّونه قادحاً للمروءة . وزعم بعضهم أن أباهما هو ثيرون ابن أخي شعيب وشعيب مات بعدما عمي وهو اختيار أبي عبيد ينميه إلى ابن عباس . وعن الحسن أنه رجل مسلم قبل الدين من شعيب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.