سورة العنكبوت وهي مكية حروفها أربعة آلاف وخمس مائة وخمسة وتسعون كلمها ألف وتسع مائة وواحد وثمانون آياتها تسعة وستون آية .
إنه سبحانه لما قال في خواتيم السور المتقدمة { إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد } [ القصص : 85 ] أي إلى مكة ظاهراً ظافراً ، وكان في ذلك الرد من احتمال مشاق الحوادث ما كان قال بعده : { ألم أحسب الناس } إلى قوله { وهم لا يفتنون } بالجهاد أو نقول : لما أمر بالدعاء إلى الدين القويم في قوله { وادع إلى ربك }
[ القصص : 87 ] وكان دونه من المتاعب وأعباء الرسالة ما لا يخفى ، بدأ السورة بما يهوّن على النفس بعض ذلك . وأيضا لما بين أن كل هالك له رجوع إليه ، ردّ على منكري الحشر بأن الأمر ليس على ما حسبوه ولكنهم يكلفون في دار الدنيا ثم يرجعون إلى مقام الجزء والحساب . قال أهل البرهان : وقوع الاستفهام بعد " ألم " يدل على استقلالها وانقطاعها عما بعدها في هذه السورة وفي غيرها من السور .
وفي تصدير السورة بأمثال هذه الحروف تنبيه للمخاطب وإيقاظ له من سنة الغفلة كما يقدم لذلك كلام له معنى مفهوم كقول القائل : اسمع وكن لي . ولا يقدم إلا إذا كان في الحديث شأن وبالخطاب اهتمام ، ولهذا ورد بعد هذه الحروف ذكر الكتاب أو التنزيل أو القرآن الذي لا يخفى غناؤه والاهتمام بشأنه كقوله { الم ذلك الكتاب } [ البقرة : 1 ] { الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب } [ آل عمران : 12 ]
{ المص كتاب أنزل إليك } [ الأعراف : 13 ] { يس والقرآن } [ يس : 12 ]
{ ص والقرآن } [ ص : 1 ] { الم تنزيل الكتاب } [ السجدة : 12 ] إلا ثلاث سور : { كهيعص } [ مريم : 1 ] { الم أحسب الناس } { الم غلبت الروم } [ الروم : 12 ] ولا يخفى أن ما بعد حروف التهجي فيها من الأمور العظام التي يحق أن ينبه عليها بيانه في هذه السورة أن القرآن ثقله وعبؤه بما فيه من التكاليف ، وبيانه في سورة مريم ظاهر ، لأن خلق الولد فيما بين الشيخ الفاني والعجوز العاقر معجز . وكذا الإخبار عن غلبة الروم قبل وقوعها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.