غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِيَقۡطَعَ طَرَفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡ يَكۡبِتَهُمۡ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ} (127)

121

{ ليقطع طرفاً } أي طائفة وقطعة من الذين كفروا . وإنما حسن في هذا الموضع ذكر الطرف دون الوسط لأنه لا وصول إلى الوسط إلا بعد الأخذ من الطرف كما قال :{ أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها }[ الرعد :41 ]{ قاتلوا الذين يلونكم من الكفار }[ التوبة :123 ] { أو يكبتهم } الكبت في اللغة صرع الشيء على وجهه . وفسره الأئمة ههنا بالإخزاء والإهلاك واللعن والهزيمة والغيظ والإذلال والكل متقارب { فينقلبوا خائبين } غير ظافرين بمبتغاهم قيل : الخيبة لا تكون إلا بعد التوقع ونقيضه الظفر . وأما اليأس فقد يكون قبل التوقع وبعده . ونقيضه الرجاء ، واللام في { ليقطع } يحتمل أن يتعلق بقوله : { ولقد نصركم } أو بقوله { وما النصر } ويحتمل أن يكون من تمام قوله : { ولتطمئن } ولكنه ذكر بغير العاطف لأنه إذا كان البعض قريباً من البعض جاز حذف العاطف كما يقول السيد لعبده : اشتريتك لتخدمني لتعينني لتقوم بخدمتي .

/خ129