غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ} (44)

38

ثم بين أنه لما لم ينجع فيهم المواعظ والزواجر نقلهم من البأساء والضراء إلى الراحة والرخاء ففتح أبواب الخيرات عليهم وسهل موجبات المسرات لديهم كما يفعله الأب المشفق لولده ، يخاشنه تارة ويلاينه أخرى . ومعنى { كل شيء } أي كل شيء كان مغلقاً عنهم من الخير { حتى إذا فرحوا بما أوتوا } أي ظنوا أن ذلك باستحقاقهم ولم يزيدوا إلا بطراً وترفهاً { أخذناهم بغتة } قال الحسن : مكر بالقوم ورب الكعبة . وقال صلى الله عليه وسلم «إذا رأيت الله يعطي العاصي فإن ذلك استدراج من الله تعالى » . قال العلماء : وإنما أخذوا في حال الراحة والرخاء ليكون أشد لتحسرهم على ما فات من السلامة والعطاء { فإذا هم مبلسون } آيسون من كل خير . وقال الفراء : المبلس الذي انقطع رجاؤه . ويقال للذي سكت عند انقطاع حجته قد أبلس . وقال الزجاج : المبلس الشديد الحسرة الحزين . «وإذا » هاهنا للمفاجأة وهي ظرف مكان «وهم » مبتدأ و{ مبلسون } خبره وهو العامل في «إذا » .

/خ50