مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٞ وَلَآ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزۡدَرِيٓ أَعۡيُنُكُمۡ لَن يُؤۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيۡرًاۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ إِنِّيٓ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (31)

{ وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ الله } فأدعي فضلاً عليكم بالغنى حتى تجحدوا فضلي بقولكم { وما نرى لكم علينا من فضل } { وَلا أَعْلَمُ الغيب } حتى أطلع على ما في نفوس أتباعي وضمائر قلوبهم وهو معطوف على { عندي خزائن الله } أي لا أقول عندي خزائن الله ولا أقول أنا أعلم الغيب { وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ } حتى تقولوا إلى { ما أنت إلا بشر مثلنا } { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى أَعْيُنُكُمْ } ولا أحكم على من استرذلتم من المؤمنين لفقرهم { لَن يُؤْتِيَهُمُ الله خَيْرًا } في الدنيا والآخرة لهوانه عليه مساعدة لكم ونزولاً على هواكم { الله أَعْلَمُ بِمَا فِى أَنفُسِهِمْ } من صدق الاعتقاد وإنما على قبول ظاهر إقرارهم إذ لا أطلع على خفي أسرارهم { إِنّى إِذًا لَّمِنَ الظالمين } إن قلت شيئاً من ذلك . والازدراء افتعال من زرى عليه إذا عابه وأصله تزتري فأبدلت التاء دالاً .