ثم أشار إلى أنه عليه السلام بشر مثلهم ، أوثر بالوحي والرسالة فلا يدعي ما ليس له ، بقوله :
[ 31 ] { ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين 31 } .
{ ولا أقول لكم عندي خزائن الله } أي رزقه وأمواله { ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك } أي أنا أدعي الفضل بالنبوة ، لا بالغنى وكثرة المال ، ولا بالاطلاع على الغيب ، ولا بالملكية ، حتى تنكروا فضلي بفقدان ذلك { ولا أقول للذين تزدري أعينكم } أي تحتقرهم ، وهم الفقراء المؤمنون { لن يؤتيهم الله خيرا } أي في الدنيا والآخرة ، لهوانهم عليه ، كما تقولون ؛ إذ الخير عندي ما عند الله ، لا المال { الله أعلم بما في أنفسهم } أي من الخير ، مني ومنكم ، وهو أعرف بقدرهم وخطرهم ، وما يعلم أحد قدر خيرهم لعظمه .
/ قاله القاشاني وحمل غيره هذا على تفويض ما في أنفسهم من الإيمان إلى علم الله إرشادا إلى أن اللائق لكل أحد ألا يبتّ القول إلا فيما يعلمه يقينا ، ويبني أموره على الشواهد ، الظاهرة ، ولا يجازف فيما ليس فيه على بينة ظاهرة . { إني إذا } أي إذا قلت ذلك { لمن الظالمين } أي لبخس حقهم ، وحط قدرهم ؛ فإن الإيمان الظاهر منهم ، رفع شأنهم ، فإذا ضموا إلى ذلك ، الإيمان القلبي ، كما هو الظاهر منهم ، فلهم جزاء الحسنى ، فمن قطع لهم بعدم نيل الخير ، بعد ما آمنوا ، كان ظالما . وفيه تعريض بأنهم ظالمون في ازدرائهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.