بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٞ وَلَآ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزۡدَرِيٓ أَعۡيُنُكُمۡ لَن يُؤۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيۡرًاۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ إِنِّيٓ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (31)

ثم قال : { وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ الله } يعني : مفاتيح الله في الرزق ، { وَلا أَعْلَمُ الغيب } أن الله يهديكم أم لا . ويقال : { وَلا أَعْلَمُ الغيب } ، يعني : علم ما غاب عني ، { وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ } من الملائكة ، { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى أَعْيُنُكُمْ } يعني : تحتقر أعينكم من السفلة ، { لَن يُؤْتِيَهُمُ الله خَيْرًا } يعني : لا أقول : إن الله تعالى لا يكرم بالإيمان ، ولا يهدي من هو حقير في أعينكم ، ولكن الله يهدي من يشاء .

ثم قال : { الله أَعْلَمُ بِمَا فِى أَنفُسِهِمْ } يعني : بما في قلوبهم من التصديق ، والمعرفة ، { إِنّى إِذًا لَّمِنَ الظالمين } يعني : إن طردتهم فلم أقبل منهم الإيمان ، بسبب ما لم أعلم ما في قلوبهم ، كنت ظالماً على نفسي .