الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٞ وَلَآ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزۡدَرِيٓ أَعۡيُنُكُمۡ لَن يُؤۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيۡرًاۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ إِنِّيٓ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (31)

{ أَعْلَمُ الغيب } معطوف على { عِندِى خَزَائِنُ الله } أي لا أقول عندي خزائن الله ، ولا أقول : أنا أعلم الغيب .

ومعناه : لا أقول لكم : عندي خزائن الله فأدعي فضلا عليكم في الغنى ، حتى تجحدوا فضلي بقولكم { وَمَا نرى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } [ هود : 27 ] ولا أدعي علم الغيب حتى تنسبوني إلى الكذب والافتراء ، أو حتى أطلع على ما في نفوس أتباعي وضمائر قلوبهم { وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ } حتى تقولوا لي ما أنت إلا بشر مثلنا ، ولا أحكم على من استرذلتم من المؤمنين لفقرهم أن الله لن يؤتيهم خيراً في الدنيا والآخرة لهوانهم عليه ، كما تقولون ، مساعدة لكم ونزولاً على هواكم { إِنّى إِذًا لَّمِنَ الظالمين } إن قلت شيئاً من ذلك ، والازدراء : افتعال من زري عليه إذا عابه . وأزرى به : قصر به ، يقال ازدرته عينه ، واقتحمته عينه .