بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيۡهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَـَٔارِبُ أُخۡرَىٰ} (18)

{ قَالَ } موسى { قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُا } يعني : أعتمد عليها إذا أعييت { وَأَهُشُّ بِهَا على غَنَمِى } يعني : أخبط بها ورق الشجر لغنمي ، فإن قيل إنما سأله عما في يده ولم يسأله عما يصنع بها فلم أجاب موسى عن شيء لم يسأله عنه ؟ قيل له : قد قال بعضهم : في الآية إضمار يعني : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ياموسى قَالَ هِىَ عَصَاىَ } فقال وما تصنع بها قال { قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا وَأَهُشُّ } وقال بعضهم : إنما خاف موسى بذلك لأنه أمره بأن يخلع نعليه ، فخاف أن يأمره بإلقاء عصاه ، فجعل يذكر منافع عصاه فقال : { قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بها على غنمي } { وَلِىَ فِيهَا مَأَرِبُ أخرى } يعني : حوائج أُخرى وواحدها مأربة ، وقال مقاتل : كان موسى يحمل زاده على عصاه إذا سار ، وكان يركزها في الأرض فيخرج الماء ، وتضيء له بالليل بغير قمر ، فيهتدي على غنمه . وروى أسباط عن السدي قال : كانت عصا موسى من عود شجر آس من شجر الجنة ، وكان استودعها إياه ملك من الملائكة في صورة إنسان ، يعني : عند شعيب ، وقال علي بن أبي طالب : كانت عصا موسى من عود ورد من شجر الجنة اثني عشر ذراعاً من ذراع موسى .