مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (97)

{ واقترب الوعد الحق } أي القيامة وجواب { إذا } { فَإِذَا هِىَ } وهي «إذا » المفاجأة وهي تقع في المجازاة سادة مسد الفاء كقوله { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } [ الروم : 36 ] فإذا جاءت الفاء معها تعاونتاً على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد ، ولو قيل فهي شاخصة أو إذا هي شاخصة كان سديداً وهي ضمير مبهم يوضحه الأبصار ويفسره { شاخصة أبصار الذين كَفَرُواْ } أي مرتفعة الأجفان لا تكاد تطرف من هول ما هم فيه { ياويلنا } متعلق بمحذوف تقديره يقولون يا ويلنا و { يقولون } حال من { الذين كفروا } { قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مّنْ هذا } اليوم { بَلْ كُنَّا ظالمين } بوضعنا العبادة في غير موضعها .