إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (97)

{ واقترب الوعد الحق } عطف على فُتحت والمرادُ به ما بعد النفخة الثانية من البعث والحسابِ والجزاء لا النفخةُ الأولى { فَإِذَا هي شاخصة أبصار الذين كَفَرُواْ } جوابُ الشرط وإذا للمفاجأة تسدّ مسدّ الفاءِ الجزائية كما في قوله تعالى : { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } فإذا دخلتها الفاء تظاهرت على وصل الجزاء بالشرط ، والضميرُ للقصة أو مبهمٌ يفسره ما بعده { يا ويلنا } على تقدير قول وقع حالاً من الموصول ، أي يقولون : يا ويلنا تعالَ فهذا أوانُ حضورِك ، وقيل : هو الجواب للشرط { قَدْ كُنَّا في غَفْلَةٍ } تامة { مّنْ هذا } الذي دهمنا من البعث والرجوع إليه تعالى للجزاء ولم نعلم أنه حقٌ { بَلْ كُنَّا ظالمين } إضرابٌ عما قبله من وصف أنفسهم بالغفلة ، أي لم نكن غافلين عنه حيث نبهنا عليه بالآيات والنذر بل كنا ظالمين بتلك الآيات والنذُرِ مكذّبين بها ، أو ظالمين لأنفسنا بتعريضها للعذاب الخالد بالتكذيب .