نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (97)

{ واقترب الوعد الحق } وهو حشر الأموات {[51772]} الذي يطابقه الواقع ، {[51773]} إذا وجد{[51774]} قرباً عظيماً ، كأن الوعد طالب له ومجتهد فيه .

ولما دلت صيغة " افتعل " على شدة القرب كما في الحديث{[51775]} أن الساعة إذ ذاك مثل الحامل المتمّ ، علم أن التقدير جواباً {[51776]} لإذا : كان ذلك الوعد{[51777]} فقام الناس من قبورهم : { فإذا هي شاخصة } {[51778]} أي واقفة جامدة لا تطرف لما دهمهم من الشدة ، ويجوز{[51779]} وهو أقرب أن تكون إذا هذه الفجائية هي جواب إذا الشرطية ، وهي تقع في المجازات سادة مسد الفاء ، فإذا جاءت الفاء معها متفاوتة على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد ، فالمعنى{[51780]} : إذا كان الفتح ووقع ما تعقبه فاجأت الشخوص { أبصار الذين كفروا } أي منهم ، لما بدا لهم ما لم يكونوا يحتسبونه من الأهوال ، قائلين : { يا ويلنا } أي حضرنا الويل فهو نديمنا فلا مدعو لنا غيره { قد كنا } {[51781]} أي في الدنيا{[51782]} { في غفلة من هذا } أي مبتدئة من اعتقاد هذا البعث فكنا نكذب به فعمتنا الغفلة .

ولما كان من الوضوح في الدلائل والرسوخ في الخواطر بحيث لا يجهله أحد ، أضربوا عن الغفلة فقالوا : { بل كنا ظالمين* } أي بعدم اعتقاده واضعين الشيء في غير موضعه{[51783]} حيث أعرضنا عن تأمل دلائله ، والنظر في مخايله ، وتقبل كلام الرسل فيه ، فأنكرنا ما هو أضوأ من الشمس .


[51772]:العبارة من هنا إلى "جوابا" ساقطة من ظ.
[51773]:من مد، وفي الأصل: والوعيد أي – كذا.
[51774]:من مد، وفي الأصل: والوعيد أي – كذا.
[51775]:راجع مسند الإمام أحمد 1 / 375.
[51776]:ما بين الرقمين في ظ: أي وكان.
[51777]:ما بين الرقمين في ظ: أي وكان.
[51778]:العبارة من هنا إلى "الشخوص" ساقطة من ظ.
[51779]:زيد ما بين الحاجزين من مد.
[51780]:زيد ما بين الحاجزين من مد.
[51781]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51782]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51783]:سقط من ظ.