مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (104)

{ وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخير وَيَأْمُرُونَ بالمعروف } بما استحسنه الشرع والعقل { وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر } عما استقبحه الشرع والعقل ، أو المعروف ما وافق الكتاب والسنة . والمنكر ما خالفهما ، أو المعروف الطاعة والمنكر المعاصي . والدعاء إلى الخير عام في التكاليف من الأفعال والتروك وما عطف عليه خاص . و«من » للتبعيض لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية ، ولأنه لا يصلح له إلا من علم بالمعروف والمنكر وعلم كيف يرتب الأمر في إقامته فإنه يبدأ بالسهل فإن لم ينفع ترقى إلى الصعب قال الله تعالى : { فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا } . ثم قال : { فقاتلوا } [ الحجرات : 9 ] . أو للتبيين أي وكونوا أمة تأمرون كقوله تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالمعروف } { وأولئك هُمُ المفلحون } أي هم الأخصاء بالفلاح الكامل قال عليه السلام " من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه " وعن علي رضي الله عنه : أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .