التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (104)

قوله تعالى{ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون }

قال الترمذي : حدثنا قتيبة ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله الأنصاري ، عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم " .

( السنن4/468ح2169-ك الفتن ، ب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ، وقال الألباني : حسن . وأخرجه أحمد في مسنده( 5/388 )من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو به . وانظر( صحيح سنن الترمذي ح1762 ) . وله شاهد اخرجه الطبراني بسنده عن ابن مسعود( المعجم الكبير10/180 ح10267 ) ، وله شواهد ذكرها الهيثمي( مجمع الزوائد7/266 ) .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قال : كل آية يذكرها الله في القرآن ، فذكر المر بالمعروف ، فالأمر بالمعروف انهم دعوا إلى الله وحده وعبادته لا شريك له دعاء من الشرك إلى الإسلام .

وبه عن أبي العالية قال : كل آية ذكرها الله في القرآن ، فذكر النهي عن المنكر ، النهي عن عبادة الأوثان والشيطان .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله : { ولتكن منكم امة }يقول ليكن منكم قوم يعني : واحد او اثنين او ثلاثة نفر فما فوق ذلك . { أمة }يقول : إماما يقتدي به كما قال لإبراهيم كان امة قانتا يقول : إماما مطيعا لربه يقتدي به . قوله : { يدعون إلى الخير }قال : إلى الإسلام . قوله{ يأمرون عن معصيته يعني : معصية ربهم .

قال مسلم : حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن سفيان . ح وحدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، كلاهما عن قيس ابن مسلم ، عن طارق بن شهاب-وهذا حديث أبي بكر-قال : أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان ، فقام إليه رجل فقال : الصلاة قبل الخطبة . فقال : قد ترك ما هنالك . فقال أبو سعيد : أما هذا فقد قضى ما عليه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك اضعف الإيمان " .

( الصحيح1/69ح49-ك الإيمان ، ب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان ) .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن إسحاق عن ابن عباس{ وأولئك هم المفلحون }أي : الذين أدركوا ما طلبوا ، ونجوا من شر ما منه هربوا .